بمضمونها لوجدناها تدل على أنهم يعتقدون بأن كل واحد منهم له شيطان يستفزّه ويضلّه.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم والنسائي وأحمد وغيرهم عن عروة ، أن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حدَّثتْه أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج من عندها ليلاً. قالت : فغِرتُ عليه ، فجاء فرأى ما أصنع ، فقال : ما لكِ يا عائشة؟ أغِرْتِ؟ فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أقد جاءك شيطانك؟ قلت : يا رسول الله ، أو معي شيطان؟ قال : نعم. قلت : ومع كل إنسان؟ قال : نعم. قلت : ومعك يا رسول الله؟ قال : نعم ، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم (١).
وأخرج أحمد والهيثمي وابن حبان وابن خزيمة وغيرهم ، عن ابن عباس وغيره ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليس منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الشياطين. قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : نعم ، ولكن الله أعانني عليه فأَسلم (٢).
ومن هذا الباب ما روي عن أبي بكر أنه قال في خطبته الأولى لما
__________________
(١) صحيح مسلم ٤/٢١٦٨ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب رقم ١٦. سنن النسائي ٧/٧٢. مسند أحمد ٦/١١٥. وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي ٣/٨٣١.
(٢) مسند أحمد ١/٢٥٧. مجمع الزوائد ٨/٢٢٥ ، وقال : رواه الطبراني والبزار ، ورجال الصحيح. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٨/١٠٠. صحيح ابن خزيمة ١/٣٣٠. المطالب العالية ٤/٢٩.