على ذلك قوله عزوجل (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) ... فإن سُئلنا : أتقولون إن لله يدَيْن؟ قيل : نقول ذلك ، وقد دلَّ عليه قوله عزوجل (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) وقوله عزوجل (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (١).
وقال : إن معنى قوله (بِيَدَيَّ) إثبات يدين ليستا جارحتين ولا قُدرتين ولا نعمتين ، ولا يوصفان إلا بأنهما يدان ليستا كالأيدي ، خارجتان عن سائر الوجوه الثلاثة (٢).
وقال السفاريني : مذهب السلف والأئمة الأربعة وبه قال الحنفية والحنابلة وكثير من الشافعية وغيرهم هو إجراء آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها مع نفي الكيفية والتشبيه عنها (٣).
قلت: إن إثبات اليد والوجه والساق وغيرها لله تعالى هو عين التشبيه والتكييف ، فإن اليد وإن اختلفت صُوَرها إلا أن حقيقتها واحدة ، ولو لا ذلك لما سُمّيتْ يداً ، وكذلك الوجه والساق والعين وغيرها ، فأهل السنة شبهوا الله بخلقه ، وجعلوه جسماً وإن نفوا عنه الجسمية ، فإنهم ينفون التسمية ، ويثبتون الماهية.
وقد وجدتُ كلاماً يناسب المقام لتاج الدين السبكي في الرد على أستاذه الحافظ شمس الدين الذهبي الذي حاول الغضَّ من أبي الحسن
__________________
(١) الإبانة عن اصول الديانة ، ص ٧٨.
(٢) المصدر السابق ، ص ٨٢.
(٣) لوامع الانوار البهية ١/٢٢٥.