وقال المامقاني قدسسره في ترجمة الراوي المذكور : الحسن بن إبراهيم الكوفي ، عدَّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليهمالسلام ... وظاهره كونه إمامياً إلا أن حاله مجهول (١).
والحديث الثاني : رواه الكليني أيضاً عن مفضل بن عمر ، قال : أتينا باب أبي عبد الله ونحن نريد الإذن عليه ، فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثمّ بكى فبكينا لبكائه ، ثمّ خرج إلينا الغلام ، فأذن لنا فدخلنا عليه ، فقلت : أصلحك الله ، أتيناك نريد الإذن عليك ، فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثمّ بكيت فبكينا لبكائك. فقال : نعم ، ذكرتُ إلياس النبي ، وكان من عبَّاد أنبياء بني إسرائيل ، فقلت كما كان يقول في سجوده. ثمّ اندفع فيه بالسريانية ، فلا والله ما رأينا قسّاً ولا جاثليقاً أفصح لهجة منه به ، ثمّ فسره لنا بالعربية ، فقال : كان يقول في سجوده : أتراك معذِّبي وقد أظمأتُ لك هواجري؟ أتراك معذّبي وقد عفّرت لك في التراب وجهي؟ أتراك معذّبي وقد اجتنبتُ لك المعاصي؟ أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي؟. قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك ، فإني غير معذبك ، قال : فقال : إن قلتَ : «لا أعذِّبك» ثمّ عذَّبتَني ما ذا؟ ألستُ عبدك ، وأنت ربّي؟! قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك ، فإني غير معذّبك ، إني إذا وعدتُ وعداً
__________________
(١) تنقيح المقال ١/ ٢٦٥.