وما أحسن قول الشاعر :
إذا شئتَ أن تبغي لنفسك مذهباً |
|
وتعلمَ أن الناس في نقل أخبارِ |
فدَعْ عنك قولَ الشافعي ومالكٍ |
|
وأحمدَ والمروي عن كعب أحبارِ |
ووالِ أناساً قولُهم وحديثهم |
|
روى جدُّنا عن جبرئيلَ عن الباري |
وأما الحديث الثاني : فهو لا يدل أيضاً على ما قاله ، بل إن أقصى ما يدل عليه الحديث أن أبا عبد الله عليهالسلام كان يدعو بدعاء النبي إلياس عليهالسلام.
أما أن هذا الدعاء كان مذكوراً في أحد الكتب السماوية ، أو مما رواه الصادق عليهالسلام عن آبائه الطاهرين عن النبي صلىاللهعليهوآله أو غير ذلك ، فهذا لم يتضح من الحديث.
وعلى كل الاحتمالات فلا دلالة في ذلك على الاستغناء عن كتاب الله العزيز ، فإن مجرد الدعاء بمثل ما دعا به أحد الأنبياء عليهمالسلام لا يدل على الرغبة عما جاء به النبي صلىاللهعليهوآله كما هو واضح.
ولو سلمنا أن ما دعا به أبو عبد الله عليهالسلام كان قد أخذه من أحد الكتب السماوية ، فإن التحديث عن تلك الكتب التي لم تصل إليها يد التحريف ولا سيما في الدعاء وما شابهه جائز ، وهو أولى من