يقبل أمثال هؤلاء بشرعية شيء فيه تنويه ورفعة لمنزلة آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والنواصب هم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويجعلون مكانها مفاهيم اُخرى ، وقد أشرنا سابقاً إلى بعضها ، وإليك نَصَّـين آخرين في هذا السـياق ، إذ جاء في أصل زيد النرسـي ، عن الإمام الكاظم بأن الصـلاة خير من النـوم من بدع بني أميّـة (١) ، وهي توكّد ما نريد الوصول إليه من حقيقـة الأذان وكيفية وقـوع التحريف فيه.
فقد روى الصدوق وعليّ بن إبراهيم ، عن عمر بن أُذينة ، عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : يا عمر بن أُذينه ، ما ترى هذه الناصبة؟
قال : قلتُ : في ماذا؟
فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم.
قال : قلت : إنّهم يقولون : إنّ أبيّ بن كعب رآه في النوم.
فقال : كذبوا ، فإنّ دين الله عزّ وجلّ أعزّ من أن يُرى في النوم.
فقال سدير الصيرفي للإمام : جُعلت فداك ، فأَحِدث لنا من ذلك ذِكراً (٢) ، فبدأ الإمام الصادق عليهالسلام ببيان عروج الرسول إلى السماوات السبع وذكر لهم خبر الأذان والصلاة هناك.
ولو أحببت الوقوف على ملابسات هذه الأمور أكثر فأكثر ، ومعرفة دور قريش وأتباعهم من النواصب في تحريف النصوص وما يتعلق بالإمام عليّ على وجه التحديد ، فتمعن فيما نقوله تحت العنوان الآتي :
__________________
(١) أصل زيد النرسي ٥٤ ، وعنه في مستدرك الوسائل ٤ : ٤٤ ح ٤١٤٠ / ٢.
(٢) الكافي كتاب الصلاة باب النوادر ٣ : ٤٨٢ ـ ٤٨٦ / ١. وللمزيد من الاطّلاع يمكنك مراجعة خبر الإسراء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ٢ : ٣ ـ ١٢. وانظر : علل الشرايع ٢ : ٣١٣ باب علل الوضوء والأذان والصلاة ، وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٥٤.