منهم على وجه التحديد حرّفوا أو حاولوا تحريف الحقائق ، فقد عرفنا سياسة التحريف عند الأمويين ومسخهم للحقائق وأنّ عملهم هذا يصب في المخطط الهادف إلى إبدال كلّ ما جاء من حقائق الإسلام وكلّ ما كان من فضائل الإمام عليّ وأصحاب نهج التعبد.
فقد روى القاسم بن معاوية خبراً قال فيه :
قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : هؤلاء يروون حديثاً في معراجهم أنّه لما أسري برسول الله رأى على العرش مكتوباً «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، أبو بكر الصديق».
فقال : سبحان الله ، غيروا كل شيء حتّى هذا؟!!
قلت : نعم.
فقال الصادق عليهالسلام ما ملخّصه : إنّ الله تعالى لمّا خلق العرش ، والماء ، والكرسي ، واللوح ، وإسرافيل ، وجبرائيل ، والسماوات والأرضين ، والجبال ، والشمس ، والقمر ، كان يكتب على كلّ منها «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين». ثمّ قال عليهالسلام : فإذا قال أحدكم «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» فليقل «عليّ أمير المؤمنين» (١).
فالقارئ البصير لو تدبّر في النصوص الصادرة عن الأئمة لعرف أنّ رسالتهم هي تصحـيح للأفكار الخاطـئة المبثوثة في الشر يعة والتاريخ ، ويتأكد لك مدعانا لو طبق على ما نحن فيه ، من وجود تيار يحمي فكرة الرؤيا وهم النواصب وأعداء النبيّ والإمام عليّ بن أبي طالب ، وهؤلاء النواصب كانوا لا يستسيغون ذكر الرسول محمّد في الأذان ، أو يتصورون أنّ الشهادة الثانية من وضعه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكيف
__________________
(١) انظر الاحتجاج : ١٥٨.