حث على الولاية ، وعلّة أنّها خير العمل أن الأعمال كلّها بها تقبل.
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، فألقى معاويةُ من آخر الأذان (محمّد رسول الله) فقال : أما يرضى محمّد أن يذكر في أوّل الأذان حتّى يذكر في آخره (١).
وقد مرَّ عليك ما رواه عبدالرزاق عن إبراهيم من أنّ أوّل من أفرد الإقامة معاوية ، وقال مجاهد : كانت الاقامة مثنى كالأذان حتّى استخفّه بعض أمراء الجور فأفرده لحاجة لهم (٢).
وجاء في مجمع الزوائد عن عبدالرحمن بن ابن ليلى قال : كان علي بن أبي طالب اذا سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول فإذا قال : اشهد ان لا إله إلّا الله واشهد ان محمّداً رسول الله. قال علي : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله وأنّ الذين جحدوا محمّداً هم الكافرون (٣).
بعد ذلك لا غرابة عليك في تصريح الصادق عليهالسلام بأنّ الحكومات والنواصب
__________________
(١) بحار الأنوار ٨١ : ١٧٠ ، عن العلل لابن هاشم ، وقد علّق المجلسي على كلامه بقوله : ... وكون الشهادة بالرسالة في آخر الأذان غريب ، ولم أره في غير هذا الكتاب.
أقول : قد يكون المراد من الشهادة بالرسالة في آخر الأذان هو ما جاء في بعض الروايات من استحباب ذكر الرسول وجعله الوسيلة إلى الله في آخر الأذان ، وكلما سمع المسلم الشهادة بالنبوة في الأذان وغيره. وهذا ما حذفه معاوية ، قال الشرواني في حواشيه ٣ : ٥٤ (.. وصريح كلامهم أنّه لا يندب الصلاة على النبيّ بعد التكبير ، لكن العادة جارية بين الناس بإتيانها بها بعد تمام التكبير ، ولو قيل باستحبابها عملاً بظاهر (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) وعملاً بقولهم : إنّ معناه «لا أذكر إلّا وتذكر معي» لم يكن بعيداً ، فتأمل.
(٢) أبو الوفاء الأفغاني في تعليقته على كتاب الآثار ١ : ١٠٧ ، وانظر : المصنّف لعبدالرزاق ١ : ٤٦٣ / ١٧٩٣.
(٣) مجمع الزوائد ١ : ٣٣٢.