لِتَشْقَى) أي يا طاهر ، وقال لأهل بيته : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
والرابعة : في السلام ؛ قال : «السلام عليك أيّها النبيّ» ، وقال لأهل بيته (سلام على آل يس) (١).
والخامسة : في الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى الآل في التشهّد (٢).
وبهذا فقد عرفنا ـ وعلى ضوء الصفحات السابقة ـ بأن المجتهدين كانوا وراء فكرة الرؤيا ، وأنّ رأسها الأمويون ، استغلوا ما طرح في عهد الصحابة لما يريدون القول به لاحقاً.
فإنّ النصوص السابقة وضّحت لنا بأنّ الصحابة اقترحوا على رسول الله بأن يتخذ ناقوساً مثل ناقوس النصارى أو بوقاً مثل قرن اليهود ورسول الله لم يرضَ بذلك حتّى أُري عبدالله بن زيد أو غيره الأذان.
وجاء في كتاب (من لا يحضره الفقيه) عن الإمام عليهالسلام أنّه قال : كان اسم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلميكرّر في الأذان ، فأوّل مَن حذفـه ابن أروى (٣). وهـو عثمان بـن عفّان.
وهذا يتّفق مع ما قاله محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم في كتاب العلل وهو يذكر علل فصول الأذان حتّى يقول : .... وقوله : (حيّ على خير العمل) أي
__________________
(١) قرأ نافع وابن عامر ويعقوب هذه الآية بفتح الهمزة ومدّها وقطع اللام من الياء كما في آل يعقوب ، «النشر في القراءات العشر ٢ : ٣٦٠ وتحبير التيسير : ١٧٠» وللتأكيد أقر في مصحف المدينة النبوية برواية ورش عن نافع المدني والمطبوع في المملكة العربية السعودية صفحه ٤٠٧ الآية : ١٣٠ من سورة الصافّات.
(٢) انظر : نقل كلام الفخر الرازي في : نظم درر السمطين ٢٤٠ ، والصواعق المحرقة ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، وينابيع المودّة ١ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، وجواهر العقدين ٢ : ١٦٦.
(٣) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٩٩ ، كتاب الصلاة باب الأذان والإقامة.