الملائكة ، وإذا أذَّنت وأقمتَ صلَّى خلفك صفّان من الملائكة» ، ولا يجوز ترك الأذان إلّا في صلاة الظهر والعصر والعتمة ، يجوز في هذه الثلاث الصلوات إقامة بلا أذان ، والأذان أفضل ، ولا تجعل ذلك عادة ، ولا يجوز ترك الأذان والإقامة في صلاة المغرب وصلاة الفجر ، والعلة في ذلك أنّ هاتين الصلاتين تحضرهما ملائكة الليل وملائكة النهار (١).
وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء ـ ضمن بيانه لحكم وفضل الأذان ـ : «.. ولأنّه وضع لشعائر الإسلام دون الإيمان» (٢).
فهذه النصوص تشير بوضوح إلى أنّ الأذان لم يكن إعلاماً بوقت الصلاة فقط ، بل هو بيان لكلّيّات الإسلام وأصول العقيدة والعقائد الحقة.
فلو كان بياناً لوقت الصلاة خاصّة ؛ لكان للشارع أن يكتفي بتشريع علامة كي تكون معلماً للوقت والمكان كما تفعله اليهود والنصارى والمجوس بالبوق والناقوس وإشعال النار وغير ذلك.
وعليه ، لم يكن الأذان لإعلام وقت الصلاة خاصّة ، ويؤيّد قولنا شموليّة التأذين لكثير من الأُمور الاجتماعيّة والحياتيّة ، ولو سلّطنا الضوء على آثار الأذان في الشر يعة لوقفنا على جواب سؤالنا.
__________________
(١) بحار الأنوار ٨١ : ١٦٩. عن كتاب العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم.
(٢) كشف الغطاء ، الطبعة القديمة ٢٢٧ في بيان كيفيّة الأذان ، وسنعلِّق في الباب الثالث «اشهد ان عليّاً ولي الله بين الشرعية والابتداع» على كلامه رحمه الله تعالى.