أواخر السَّنَة الثامنة من الهجرة بعد رجوعه من حُنَين (١) ، ومعناه ثبوتُ حيّ على خير العمل وشرعيتُها حتّى ذلك التأريخ ، ولم يَأمر رسولُ الله بإبدالها بـ «الصلاة خير من النوم».
ويضاف إلى ذلك أنَّ رواية الحافظ العَلوي عن بلال تنفي الزيادة التي جاء بها الطـبراني والبيهـقي عنـه رضـوان الله تعالى عليه ؛ لأنَّ الحافظ العَلـوي كان قـد قال :
حدّثنا عليّ بن محمّد بن إسحاق المقري الخزّاز ، أخبرنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي ، حدّثنا أبو بكر بن تومردا ، أخبرنا مسلم بن الحجّاج ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة ، حدّثنا معن بن عيسى ، حدّثنا عبدالرحمن بن سعد المؤذِّن ، عن محمّد بن عمّار بن حفص بن عمر ، عن جدّه حفص بن عمر بن سعد ، قال : كان بلال يؤذِّن في أذان الصبح بحيَّ على خير العمل (٢).
في حين نرى نفس هذا الحديث قد ورد في الطبراني والبيهقي (٣) من طريق يعقوب بن حميد ، عن عبدالرحمن بن سعد [المؤذّن] ، عن عبدالله بن محمّد وعمر وعمّار ابنَي حفص ، عن آبائهم ، عن أجـدادهم ، عن بلال : أنّـه كان ينـادي بالصـبح فيقول : «حيَّ على خير العمل» ، إلّا أنّ فيما أخرجـه الطبراني والبيهقي زيادة :
فأمره النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجعل مكانها «الصلاة خير من النوم» وترك «حيَّ
__________________
(١) سبل السلام ١ : ١٢٠ ، كتاب المسند للشافعي ٣١ ، مسند أحمد ٣ : ٤٠٨ ، سنن النسائي ٢ : ٥.
(٢) الأذان بحيّ على خير العمل ٢٨. وبتحقيق عزّان ٥٦. والاعتصام بحبل الله ١ : ٢٩٠.
(٣) المعجم الكبير ١ : ٣٥٣ والنصّ عنه ، وفي السنن الكبرى ١ : ٤٢٥ وفيه قال الشيخ : هذه اللفظه لم تثبت عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما علّم بلالاً وأبا محذورة ونحن نكره الزيادة فيه وبالله التوفيق.