وكيف يسوغ تشريع الأذان أستناداً إلى رؤيا رآها عبدالله بن زيد بن عبد ربه في منامه ، أو ركوناً إلى اقتراح الصحابة (١) ، ويرجح هذا الفهم وهذه الرؤية على أن يكون تشريع الأذان من الحكيم العليم؟
ألا تحمل هذه الرؤية نَيْلاً من قدسية الأمور العبادية الإلهيّة ، وتقلل من منزلتها المعنويّة؟!
ثمّ مَن هو الذي رأى في المنام ، هل هو : عبدالله بن زيد (٢)؟ أو : عمر ابن الخطّاب (٣)؟ أو : أبو بكر (٤)؟ أو : أُبَي بن كعب (٥)؟ أو : سبعة من الصحابة (٦) أو : أربعة عشر منهم (٧)؟ أو أكثر من هذا العدد أو أقلّ؟
وكيف يراه هؤلاء ولا يراه النبيّ المرسل الصادق الرؤيا بلا شكّ وريب؟
وماذا نقول عن : «الصلاة خير من النوم» و : «حيّ على خير العمل»؟ وهل ثمّةَ ترابط بين رفع «حيّ على خير العمل» ووضع «الصلاة خير من النوم»؟ أم أنّ الأمر جاء بشكل عفوي دون تدبير؟!
__________________
(١) سنن أبي داود ١ : ١٣٤ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ح ٤٩٨ ، مصنف عبدالرزاق ١ : ٤٥٦ / ١٧٧٥ كتاب الصلاة باب بدء الأذان.
(٢) هو المشهور عند أهل السنّة والجماعة ، وفيه روايات كثيرة.
(٣) سنن أبي داود ١ : ١٣٤ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ح ٤٩٨. السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٣٩٠.
(٤) مجمع الزوائد ١ : ٣٢٩ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ، جامع المسانيد ١ : ٢٩٩ ، تفسير القرطبي ٦ : ٢٢٥ المائدة الآية ٥٨. شرح الزرقاني على الموطا ١ : ١٣٦ عن الاوسط للطبراني.
(٥) علل الشرائع : ٣١٢ ح ١ وعنه في بحار الأنوار ٨١ : ٣٥٤.
(٦) المبسوط للسرخسي ١ : ١٢٨ كتاب الصلاة باب بدء الأذان.
(٧) السيرة الحلبية ٢ : ٣٠٠ باب بدء الأذان ومشروعيّتة. وفتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين للمليباري المطبوع في هامش حاشية اغاثة الطالبين ١ : ٣٣٠ ، وشرح الزرقاني على موطا مالك ١ : ١٣٦.