خير العمل» وأن ذلك عندهم سنّة. وقد سمعنا في الحديث أن الله سبحانه وتعالى بعث ملكاً من السماء إلى الأرض بالأذان وفيه «حيّ على خير العمل». ولم يزل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤذّن بحيّ على خير العمل حتّى قبضه الله ، وكان يُؤذَّن بها في زمن أبي بكر ، فلمّا ولي عمر قال : دعوا «حيّ على خير العمل» لئلاّ يشتغل الناس عن الجهاد ، فكان أوّل مَن تركها (١).
وبعد كلّ هذا نقول : لو صحّ النسخ فلماذا نرى إصرار بعض الصحابة والتابعين وكلّ أهل البيت على شرعيّتها وضرورة الإتيان بها؟
وهل يصح أن ينسخ حكم «حيّ على خير العمل» ولا يعلمه عبدالله بن عمر وعليّ بن الحسين وأبو أمامة بن سهل بن حنيف سنوات بعد رسول الله ، فلو كان ثمة نسخ لَمَا خَفِي عليهم ، وما معنى كلام الإمام عليّ بن الحسين : «هذا هو الأذان الاول»؟ أَليس المعنيّ به هو الأذان الأول قبل التحريف؟
إنّ إجماع أهل البيت وتأذين بعض الصحابه بـ «حيَّ على خير العمل» لَيؤكّد شـرعيّة الإتيان بها وعدم نسخها.
__________________
(١) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٩١ ، وبتحقيق عزّان : ١٥٠ الحديث ١٩٢.