هذا وقد تمخض من كلّ ما سبق أُمور :
١ ـ اتفاق الفريقين على أصل شـرعيتها في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وانفراد أهل السـنة والجماعة بدعوى النسخ ، وقد تحدى السيّد المرتضى أن يأتوه بالناسخ ، بقوله :
وإنّما ادعي أنّ ذلك نُسخ ورفع ، وعلى من ادعى النسخ الدلالة وما يجدها.
٢ ـ ذكرنا في القسم الثاني الدليل الثاني من أدلّتنا على جزئـية الحيعلة الثالثة وهو فعل الصحابة وأهل البيت ، فذكرنا فيه اسم ثلاثين شخصاً أذّنوا بـ «حيّ على خير العمل» من الصحابة والتابعين وأهل البيت.
٣ ـ إجماع العترة واتفاق الشيعة بفرقها الثلاث على الحيعلة.
٤ ـ واخيراً ختمنا الكلام عن جزئية الحيعلة الثالثة بما حكي عن الشـافعي وبعض الاعلام من القول بجزئيتها. وسوف نُثبت لاحقاً ـ إن شاء الله ـ وجود ملازمـة بين القـول بـ «حـيّ على خـير العـمل» وعدم القـول بـ «الصـلاة خـير من النوم» ؛ لأنّ القائل بشـرعـية أحدهـما لا يقول بشـرعية الآخر. وحـيث ثـبت عن الشـافعي رجـوعـه ـ في أواخر أيام حياتـه ـ عن التثويب لعـدم ثبـوت صحـة حديث أبي محذورة عنده يرجح المنسـوب من القول بـ «حيّ على خـير العمل» إليـه ، ومثله الكلام عن مالك وغيرهم من الأحناف والمذاهـب الأخرى.