لجواز الإتيان بها ، وفعل أبي أمامة بن سهل بن حنيف يؤكد جزئيتها وأنّها كانت على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذا تأذين الإمام عليّ وعليّ بن الحسين ، فهو دليل على مشروعية هذا الفصل ، ويضاف إليها أقوال العلماء فإنّها تدل في أقل التقادير على عدم حرمة الإتيان بها.
ففي كتاب «الكبر يت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر» على هامش يواقيت الجواهر للشعراني ، التصريح بعدم الكراهية ، قال فيه [أي الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية] : ما عرفتُ مستند مَن كره قول المؤذن «حيّ على خير العمل» فإنّه روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بها يوم حفر الخندق ...
وحكى الشيخ حسن فخر الدين البلتستاني عن صاحب (حاشية منهية) من علماء الهند : إنّ ابن تيمية زعم في منهاجه على بدعة «حيّ على خير العمل» في الأذان ، فهذا تشدّد منه نحن لا نوافق معه في ذلك (١).
وقال مهمّش مراتب الإجماع ما هذا نصه : فلا يكون هذا ـ حيّ على خير العمل ـ بدعة الروافض كما يزعم ابن تيمية (٢).
وبهذا عرفت أنّ «حيّ على خير العمل» فصل قد أُذِّن به على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلموعمل به الصحابة وأهل البيت ، وذهب بعض الأعلام إلى شرعيته وعدم كراهة الإتيان به.
نعم ، إنّ أتباع النهج الحاكم تركوه ، ولم يرووا فيه إلّا القليل ، وقالوا عن الموجود أنّه قد نسخ؟!
__________________
(١) حاشية منهية : ٢. انظر : كلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ٤ : ١٦٥.
(٢) مراتب الاجماع لابن حزم : ٢٧ ، انظر : منهاج السنة النبوية ٦ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤.