يا راكباً قِف بالُمحصَّبِ مِن مِـنى |
|
واهتُفْ بساكنِ خِيفها والناهضِ |
سَحَراً إذا فاضَ الحجيجُ إلى مِنى |
|
فَيضاً كمُلْتَطَمِ الفراتِ الــفائضِ |
إنْ كـانَ رَفـضـاً حُـبُّ آل محــمـد |
|
فَلْيَــشهدِ الثّــقلاَنِ أنّي رافـضي (١) |
ولو تدبّرت في خبر أبي عبيدة عن الإمام الصادق ـ والمروي في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ـ لعرفت مزيّة فاطمة الزهراء على عائشة وعلى غيرها من نساء النبيّ ، قال الصادق عليهالسلام : كان رسول الله يكثر تقبيل فاطمة عليهاالسلام ، فغضبت من ذلك عائشة ، وقالت يا رسول الله : إنك تكثر تقبيل فاطمة! فقال رسول الله :
يا عائشة ، إنه لمّا أسري بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته ، فلما هبطت إلى الأرض ، حوّل الله ذلك ماءً في ظهري ، فلمّا هبطتُ إلى الأرض فواقعتُ بخديجة فحملت بفاطمة ، فما قبّلتها قطّ إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها (٢).
وحسـب هذا دليلاً لمعرفـة صحة ما نقول من أنّ مـودّتها ميزان للإسـلام والإيمان.
وعليه ، فالأجر على الرسالة لابدّ أن يرتبط بأصل الرسالة ، ولا معنى لما يقال من إرادة التودّد العاطفي البحت لذوي القربى ، بل المعنيّ به هو أنّ هذه النخبة الصالحة هي التجسيد الواقعي للدين وصمّام الأمان للرسالة ، وأنّ التودّد إليهم سيعود بالنفع على الناس قبل النفع على القربى ، لأنّها لا تزيد القربى مقاماً ومنزلة إذ منزلتهم محفوظة من عند الله ، فهم مستودع العلم وظرف الرسالة ، وهذا ما
__________________
(١) التفسير الكبير للرازي ٢٧ : ١٦٦ ، وديوان الشافعي : ٨٤.
(٢) تفسير عليّ بن إبراهيم كما في نور الثقلين ٣ : ١٣١ ، مجمع الزوائد ٩ : ٢٠٢ ، وانظر : الدّر المنثور ٤ : ١٥٣ والمستدرك للحاكم ٣ : ١٥٦ ، والمناقب لابن المغازلي : ٣٥٧ ، وتاريخ الخميس ١ : ٢٧٧.