جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب .. ووجَّهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم ، فاجتمعوا .. ستّة وعشر ين رجلاً من ولد عليّ ، وعشرة من الحاجّ ، ونفر من الموالي.
فلمَّا أذَّن المؤذِّن للصبح دخلوا المسجد ، ثمَّ نادوا : (أحد ، أحد) ، وصعد عبدالله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عند موضع الجنائز ؛ فقال للمؤذِّن : أذِّن بـ «حيَّ على خير العمل» ، فلمَّا نظر إلى السيف في يده أذَّن بها. وسمعه العمريّ ، فأحسَّ بالشرِّ ، ودهش ... وولَّى هارباً ... فصلَّى الحسين بالناس الصبح ؛ ودعا بالشهود العدول الذين كان العمريّ أشهدهم عليه أن يأتي بالحسن إليه ، ودعا بالحسن ؛ وقال للشهود : «هذا الحسن قد جئت به ، فهاتوا العمريّ وإلّا والله خرجت من يميني ، وممَّا عَلَيَّ». ولم يتخلَّف عنه أحد من الطالبيّين (١).
غير أنّهم حرّفوا الخلاف العقائدي السياسي إلى خلاف سياسي بحت ، فنراهم يشككون في أهداف ثورة صاحب فخ ويتّهمونه وكلَّ الثوار بأنّهم ثاروا للدفاع عن شخص سكّير ـ والعياذ بالله ـ وهو الحسن بن محمّد بن عبدالله بن الحسن (ابن النفس الزكية) (٢)!
ومثله قالوا عن ثورة الإمام زيد وشككوا في دواعي ثورته الخالصة ، زاعمين أنّها جاءت على أثر خلاف ماليّ بينه وبين بعض أعوان السلطة وهو خالد بن عبدالله (٣) أو أنّه وابني الحسن تخاصما في وقف لعلي (١) أو ما شابه ذلك من التهم
__________________
(١) مقاتل الطالبيّين : ٤٤٣ ـ ٤٤٧ وقد رويناه مختصراً.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ١٩٢ ، ١٩٣ ، الكامل في التاريخ ٥ : ٧٤ ـ ٧٥.
(٣) تاريخ الطبري ٧ : ١٦٠. وقد أجاب الإمام زيد عن هذه التهمة وقال ليوسف بن عمر : أنّى يودعني مالاً وهو يشتم آبائي على منبره.
فارسل [يوسف] إلى خالد فاحضره في عباءة فقال له : هذا زيد ، زعمت أنك قد أودعته مالاً ،