ويضاف إليه أن الرجل الأنصاري في نصّ جامع المسانيد كان «ذا طعام يُجتَمع إليه ، فانطلـق حزيـناً لِما رأى من حـزن رسـول الله ، وترك طعامه وما كان يجتمع إليه» وهذا لم يشـتهر عن عبد الله بن زيد بن عبد ربّه بن ثعلبـة الـذي أُري النداء. مع أن نص جامع المسانيد يدّعي أنّ أبا بكر سبق الانصاري بالرؤيا واخباره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلمبذلك ، وهو يخالف باقي النصوص التي تسجّل قدمَ السبق للانصاري.
نعم ، اشتهر عن سعد بن عبادة وغيره من الأنصار الذين استضافوا رسول الله عند دخوله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة ، وكانوا من الأغنياء المعروفين بالجود والكرم مع أنّ نص جامع المسانيد يّدعي أنّ أبا بكر سبق الأنصاري بالرؤيا وإخباره النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، وهو يخالف باقي النصوص التي تسجّل قدمَ السبق للأنصاري.
أما النصّ الثاني ـ أي ما أخـرجـه التـرمـذي وأبـو داود ـ فيشـير إلى أن رسول الله أمر بالناقوس يُعمل ليضرب للناس ، فرأى عبدالله في المنام الأذان ، فأمـر صلىاللهعليهوآلهوسلم بلالاً أن يأخذ بما قاله عبـد الله ؛ وهـذا لا يتّفـق مع عـدم ارتضائـه صلىاللهعليهوآلهوسلم للناقوس!!
وفي النصّ الثالث نراه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «لقد هَمَمتُ أن أبثّ رجالاً في الدُّور ينادون الناس بحـين الصلاة حتّى هَمَمت أن آمر رجالاً يقومون على الآطام ينادون بحين الصلاة ، حتّى نقسوا أو كادوا [أن] ينقسوا ، فجاء رجل من الأنصار ...» ، وهذا لا يتّفق مع ما قيل عن الرجل الأنصاري في كتب الحديث.
وفي موطّأ مالك : «كان رسول الله قد أراد ان يتّخذ خشبتين يضرب بهما ليجتمع الناس للصلاة ، فأُري عبد الله خشبتين في المنام ...».
وهذا أيضاً لا يتّفق مع ما رواه عبدالرزّاق عن ابن جريج ، إذ فيه : أنّ عمر أراد «أن يشتري خشبتين للناقوس إذ رأى في المنام : أن لا تجعلوا الناقوس بل أذّنوا للصلاة».
هذه بعض النصوص الدالّة على القول الثاني ، وقد حاولنا أن نوحدها ـ رغم اختلافاتها ـ بقدر المستطاع تحت عنوان واحد.