وفي يوم الجمعة الثامن من جمادى الآخرة أُمر المؤذّنون أن يُثنّوا الأذان والتكبير في الاقامة مَثْنى مَثْنى ، وأن يقولوا في الإقامة «حيّ على خير العمل» ، فاستعظم الناس ذلك وصبروا على حكم الله (١).
وجاء في (النجوم الزاهرة) : ... وهي السـنة الثانـية لولاية جوهر ... على مصر وهي سنة ٣٦٠ ، وفيها عمل الرافضـة المآتـم ببغـداد في يوم عاشـوراء على العـادة في كلّ سـنة من النَّـوح واللطـم والبكـاء ، وتعليق المُسـوح ، وغلق الأسـواق ، وعملوا العيد والفرح يوم الغـدير وهو يـوم ثامن عشـر من ذي الحجّة.
وفي صفر أعلن المؤذّنون بـ «حيّ على خير العمل» بأمر القائد جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ الفاطمي ، ولم يجسر أحد على مخالفته ، ثمّ في جمادى الآخرة أمرهم ابن فلاح المذكور بذلك في الإقامة فتألم الناس (٢).
وقال أيضاً : ... وفيها (أي سنة ٣٦٠) قتل جعفر بن فلاح وهو أوّل أمير ولي دمشق لبني عبيد المغربي ، والعجب أن القرمطي أبا محمّد الحسن بن أحمد لمّا قتله بكى عليه ورثاه لأنهما يجمع بينهما التشيّع (٣).
وقد كتب المقريزي عن المعزّ لدين الله : أنه لمّا دخل مصر أمر في رمضان سنة اثنين وستّين وثلاثمائة فكتب على سائر الأماكن بمدينة مصر : «خير الناس بعد رسول الله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام» (٤).
__________________
(١) البداية والنهاية ١١ : ٢٨٧ ، وكلام ابن كثير يشير إلى عمل أهل السنة والجماعة بالتقية لو احسوا الضرورة لذلك ، كما يفعله اليوم الخط السلفي واتباع الطالبان ، فلا يرتضي أحد منهم أن يُنسَب إلى ابن لادن خوفاً من القتل والسجن!
(٢) النجوم الزاهرة ٤ : ٥٧.
(٣) النجوم الزاهرة ٤ : ٥٧.
(٤) المواعظ والاعتبار ٢ : ٣٤٠ ـ ٣٤١.