هذا وقد تكلمنا في الفصل الثالث عن معنى «حيّ على خير العمل» وأنّها دعوة إلى الولاية ، مبينين الأسباب التي دعت عمر بن الخطاب لحذفها ، مشيرين إلى بعض العلل الخفية في هذا الأمر ، موضحين ذلك من خلال القرآن المجيد والسنة المطهرة وكلام الإمام الكاظم عليهالسلام.
أمّا الكلام في الفصل الرابع فكان عن تاريخها العقائدي والسياسي وما حدث في بغداد وغيرها من الفتن ، مشيرين إلى التأذين بها في حلب ، وبغداد ، ومصر ، وحمص ، والاندلس ، والهند ، وإيران ، ومكّة ، والمدينة ، واليمامة ، والقطيف ، و ... على مر العصور والأ يّام.
كلّ ذلك ضمن بياننا للسير التاريخي للأحداث ، والدول التي حكمت البلدان ، فاطمية كانت أم عباسية ، بويهية كانت أم سلجوقية و .. مؤكدين بأن الحيعلة الثالثة ما هي إلّا نافذة من النوافذ الكثيرة في التاريخ والشريعة كالجهر بالبسملة والجمع بين الصلاتين وعدم جواز المسح على الخفين و ... والمشيرة إلى وجود اتجاهين بعد رسول الله : أحدهما أتباع أهل البيت ، والآخر أتباع الخلفاء ، وأن «حيّ على خير العمل» كانت شعار الشيعة والطالبيين على مر الدهور ، وكان حذفها وإبدالها بـ «الصلاة خير من النوم» شعار أهل السنة والجماعة.
وبهذا فقد انتهينا من بيان الباب الأول من هذه الدراسة على أمل أن نلتقي بالقارئ الكريم عند البابين الآخرين منها :
الباب الثاني : «الصلاة خير من النوم ، شرعة أم بدعة».
والباب الثالث : «أشهد أن عليّاً ولي الله ، بين الشرعية والابتداع».
نسأل الله أن يوفقنا لإكمالهما وإتمامهما بفضله ومنّه ، آمين رب العالمين.