واما ردع ابى حنيفة وقتادة فهو انما كان لاجل الاستقلال فى الفتوى وعدم الرجوع الى اهل البيت وكان قصدهما سدّ باب الامام (ع) فعلم ان منعهما من الرجوع الى ظاهر القرآن كان لاجل ما ذكر.
واما مع الرجوع الى لروايات الائمة (ع) فقد وقع فى غير واحد منها الارجاع الى الكتاب والاستدلال بالآيات وقد استدل فى الوضوء على المرارة بقوله تعالى (ما يُرِيدُ اللهُ ـ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) حاصل هذا الاستدلال انّ شخصا اخذ على اصبعه المرارة للتداوى سئل عن كيفية الوضوء قال الامام عليهالسلام لا حاجة للسؤال عن هذه المسألة فارجع الى قوله تعالى أى (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) فيصح الوضوء على المرارة.
قوله : واما الثانية فلان احتوائه على المضامين العالية الغامضة لا يمنع عن فهم ظواهره الخ.
هذا جواب عن الاستدلال الثانى حاصله سلمنا شمول القرآن على مضامين العالية وأيضا سلمنا بان هذه المطالب مختص للراسخين العالمين بتأويله.
لكن هذا يصح بالنسبة الى الامور العالية كخلقة السماء والارض قد اختلف فيه قيل بخلقة السماء اولا وقيل أيضا بخلقة الارض اولا وكذا يرجع الى الراسخين بالنسبة الى مسئلة التوحيد ولا يخفى ان هذه المذكورات ليست موضوع بحثنا بل كان محل بحثنا فى الاحكام ولم يمنع رجوعنا الى القرآن بالنسبة الى الاحكام.