قال صاحب الكفاية والعقل لا يستقل الا بحسن الاحتياط أى ان العقل لا يستقل الا بحسن الاحتياط الحقيقى لا بحسن ما ذكره الشيخ قدسسره من المعنى المجازي والنقل أيضا يرشد الى الاحتياط الحقيقى لا الى المعنى الذى ذكره الشيخ (قدسسره) لانه اجنبى عما يحكم بحسنه العقل ويرشد اليه النقل.
قوله نعم لو كان هناك دليل على الترغيب فى الاحتياط فى خصوص العبادات الخ.
قد ذكر عدم مساعدة دليل لحسن الاحتياط اذا كان المراد منه معناه المجازي واستدرك عليه بقوله نعم وغرضه ان حمل الاحتياط على معناه المجازي لا وجه له الا بدلالة الاقتضاء وهى أن تكون الدلالة مقصودة للمتكلم بحسب العرف ويتوقف صدق الكلام عليها مثلا قوله تعالى (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) فان صحته عقلا تتوقف على تقدير لفظ أهل أى يكون من باب حذف المضاف توضيح هذه الدلالة فى ما نحن فيه انه اذا قام الدليل على الترغيب فى الاحتياط فى خصوص العبادة كقضاء الصلاة لمجرد خلل موهوم فيها ولم يمكن ارادة معناه الحقيقى لعدم احراز الامر حسب الفرض حتى يقصده ويصير الفعل عباديا فانه لا بد حينئذ من تجريد الفعل عن نية التقرب والاتيان به كذلك امتثال لامر الشارع بالاحتياط.
ولا يخفى ان ارتكاب هذا المعنى المجازي مما لا بدّ منه صونا لكلام الحكيم عن اللغوية اذ لو لم يجرد الفعل عن قصد القربة لم يمكن الاحتياط فيه فلا بدّ من تعلق الامر الاحتياطى بما عدا القربة من من الاجزاء ولشرائط.