أى القرب المعنوى والبعد منه وكان البعد نفس العقاب قوله ان قلت على هذا لا فائدة فى بعث الرسول أى على كون الشقاوة ذاتيا فلا فائدة فى بعث الرسل وانزال الكتب.
قلت ذلك لينتفع به من حسنت سريرته الخ.
الحاصل انه يترتب على بعث الرسل وانزال الكتب فائدتان : احداهما انتفاع من حسنت سريرته أى يكمل به نفسه وثانيتهما اتمام الحجة على من ساءت سريرته.
قد ظهرت نتيجة البحث فى التجرى من ان المتجرى مستحق للعقاب كالعاصى وان المنقاد مستحق للثواب كالمطيع فيحكم العقل ان المتجرى مستحق للعقوبة وان المنقاد مستحق المثوبة ولا يخفى ان القصد والعزم موضوع لحكم العقل أى يحكم العقل استحقاق العقوبة لاجل الارادة والقصد الى طغيان المولى وان جاء الحكم الشرعى فهو ارشاد الى حكم العقل مثلا الامر بالاطاعة ارشاد الى حكم العقل ان قلت ليس الحكم للعقل. قلت المراد من حكم العقل الادراك التصديقى.
فيذكر هنا المؤيد لحكم العقل من الاخبار ذكر الشيخ (قدسسره) فى الرسائل فى باب التجرى ويظهر من بعض الاخبار العقاب على قصد المعصية مثل قوله (ص) نية الكافر شر من عمله وما ورد من تعليل خلود اهل النار فى النار وخلود اهل الجنة فى الجنة بعزم كل من الطائفتين على الثبات على ما كان عليه من المعصية والطاعة لو خلدوا فى الدنيا.
وما ورد من انه اذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول