كافر وتارك للمجاهدة بتحصيل المعرفة.
توضيح الجواب عن هذا الاستدلال على مذهب صاحب الكفاية ان المراد بالمجاهدة هو جهاد النفس بتخلية النفس عن الرذائل وتحليتها بالفضائل ومن المعلوم انه تعالى وعده بهدايته لسبيله لانه قد سلك اليه ولا خلف لوعده تعالى وليس المراد من المجاهدة فى الآية الشريفة الاجتهاد والنظر فى المطالب العلمية حتى تكون المجاهدة مؤدية الى الواقع ولا يقع فيها الخطاء اصلا اذ لو كان المقصود من المجاهدة النظر فى المطالب العلمية لزم بمقتضى قوله تعالى (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) اصابة الاجتهاد بالواقع دائما مع وضوح التخلف فى كثير من الاجتهادات وهذا التخلف شاهد على ان المقصود من الآية المباركة هو الحث على مجاهدة النفس بترك العمل بمشتهياتها لا الترغيب على خصوص تحصيل العلم.
قوله ثم لا استقلال للعقل بوجوب تحصيل الظن مع اليأس عن تحصيل العلم الخ.
أى استدل بعض على وجوب تحصل الظن فى اصول الدين عند انسداد باب العلم حاصل هذا الاستدلال ان العقل يستقل بلزوم تحصيل الظن.
واجاب المصنف عن هذا الاستدلال بقوله ثم لا استقلال العقل بوجوب تحصيل الظن الخ حاصله انه مع انسداد باب العلم فى الامور الاعتقادية لا موجب للتنزل الى الظن فيها لامكان عقد القلب على ما هو واقعها فيها وعليه فلا استقلال للعقل بحجية الظن فى الاعتقاديات وهذا بخلاف الامور العملية فان امتثال الاحكام الفرعية