ونظم «المفصّل» للزّمخشريّ ، و «شيوخ البيهقيّ».
وله تصانيف كثيرة سوى ما ذكرت ، وأكثرها لم يفرغها (١).
وذكر أنّه حصل له الشّيب وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وولي مشيخة القراءة بالتّربة الأشرفيّة ، ومشيخة الحديث بالدّار الأشرفيّة.
وكان مع كثرة فضائله متواضعا مطّرحا للتّكلّف ، ربّما ركب الحمار بين الدّوائر.
أخذ عنه القراءات : الشّيخ شهاب الدّين حسين الكفريّ ، والشّيخ أحمد اللّبّان ، وزين الدّين أبو بكر بن يوسف المزّيّ ، وجماعة.
وقرأ عليه «شرح الشّاطبيّة» : الشّيخ برهان الدّين الإسكندرانيّ ، والخطيب شرف الدّين الفزاريّ.
وفي جمادى الآخرة من هذه السّنة جاءه اثنان جبليّة إلى بيته الّذي بآخر المعمور من حكر طواحين الأشنان ، فدخلوا عليه في صورة صاحب فتيا فضرباه ضربا مبرحا كاد أن يتلف منه ، وراحا ولم يدر بهما أحد ، ولا أغاثه أحد.
قال رحمهالله : في سابع جمادى الآخرة جرت لي محنة بداري بطواحين الأشنان ، فألهم الله تعالى الصّبر ولطف.
وقيل لي : اجتمع بولاة الأمر. فقلت : أنا قد فوّضت أمري إلى الله وهو يكفينا.
وقلت في ذلك :
قلت لمن قال : (٢) تشتكي |
|
مما قد جرى فهو عظيم جليل |
__________________
(١) وقال بن شاكر الكتبي : ووقف كتبه بخزانة العادلية الكبيرة ، وشرط فيها شروطا ضيّق فيها فاحترقت بجملتها عند ما احترقت المدرسة العادلية في سنة تسع وتسعين وستمائة ، ولم يبق فيها شيء إلّا ما تخطّفه الناس في تلك السنة. كان شرطه فيها ألّا تخرج من خزائنها ، بل من أراد النفع بها ينتفع بها في حريم الخزانة ، فذهبت جملة كافية. (عيون التواريخ).
(٢) في ذيل المرآة ٢ / ٣٦٨ «ألا» ، ومثله في : عيون التواريخ ٢٠ / ٣٥٤ ، والمثبت يتفق مع شذرات