بأستار الكعبة فهو آمن». (١) ثم شفع عثمان في ابن أبي سرح فعفا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو كان قتله بأمر من الله تعالى لم يقبل فيه شفاعة أحد إلّا بوحي آخر ولم يوجد ، إذ لنزوله علامات يعرفونها ، ولم يظهر في ذلك الوقت شيء منها.
ثانيها : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم فتح مكة : «إنّ الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض لا يختلى خلاها ، ولا يعضد شجرها» فقال العباس : يا رسول الله إلّا الإذخر! ، فقال : «إلّا الإذخر». (٢) ولم يكن الاستثناء بالوحي ، لعدم ظهور علاماته.
ثالثها : نادى مناديه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا هجرة بعد الفتح» (٣) حتى استفاض ، فبينا المسلمون كذلك إذ أقبل مجاشع بن مسعود (٤) بالعباس شفيعا ليجعله
__________________
ـ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دمه ، ثم عاد مسلما واستوهبه عثمان يوم الفتح من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولي مصر لعثمان ولم يبايع عليا ، توفّي سنة تسع وخمسين على قول ، وقيل : الأصحّ وفاته في خلافة علي عليهالسلام. سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣٥ برقم ٨.
(١) تفسير السمرقندي : ٤٤ ؛ إرشاد المفيد : ١ / ١٣٦ باختلاف في اللفظ ؛ المحصول : ٢ / ٥٦٩.
(٢) صحيح البخاري : ١ / ٣٦ ، كتاب العلم ، وج ٢ / ٩٥ ، باب الجنائز ، وص ٢١٣ ، باب لا يعضد شجر الحرم ، وج ٣ / ١٣ ، كتاب البيوع ، وج ٨ / ٣٨ ، كتاب الديات ؛ سنن النسائي : ٥ / ٢١١ ؛ سنن البيهقي : ٥ / ١٩٥ ؛ مسند أحمد : ١ / ٢٥٣ ؛ الكافي : ٤ / ٢٢٦ ح ٣ ؛ من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٢٤٦ برقم ٢٣١٦ ؛ وسائل الشيعة : ١٢ / ٥٥٨ ، باب ٨٨ من أبواب تروك الإحرام ، ح ٤.
(٣) صحيح البخاري : ٣ / ٢٠٠ و ٢١٠ ، كتاب الجهاد والسير ، وج ٤ / ٣٨ ، باب لا هجرة بعد الفتح ؛ صحيح مسلم : ٦ / ٢٨ ، باب المبايعة بعد الفتح ؛ سنن الترمذي : ٣ / ٧٥ برقم ١٦٣٨ ؛ مسند أحمد : ١ / ٢٢٦ و ٣٥٥ وج ٣ / ٢٢ و ٤٦٨ و ٤٦٩ وج ٥ / ١٨٧ ؛ عوالي اللآلي : ١ / ٤٤ و ١٦٢.
(٤) مجاشع بن مسعود بن ثعلبة السلمي ، صحابي ، استخلفه المغيرة بن شعبة على البصرة في خلافة عمر ، وغزا كابل وصالحه صاحبها الأصبهبذ ، وقيل : على يديه فتح «حصن أبرويز» ـ