مهاجرا بعد الفتح! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أشفّع عمّي ولا هجرة بعد الفتح».
رابعها : لما قتل النضر بن الحارث (١) جاءته ابنته (٢) فأنشدته.
أمحمد ولأنت ضنء نجيبة |
|
في قومها والفحل فحل معرق |
ما كان ضرّك لو مننت وربّما |
|
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق |
إلى آخر الأبيات.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لو كنت سمعت شعرها ما قتلته».
وهذا إنّما يكون لو كان القتل بغير وحي ، إذ لو كان بأمره تعالى لقتله ولو سمع الشعر.
خامسها : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق». (٣) وإسناد العفو عن الزكاة إليه يدلّ على عدم الوحي فيه.
__________________
ـ بفارس ، وكان يوم الجمل مع عائشة أميرا على بني سليم فقتل فيه سنة ٣٦ ه. الأعلام : ٥ / ٢٧٧.
(١) هو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف ، من بني عبد الدار ، صاحب لواء المشركين ببدر ، كان من شجعان قريش ووجوهها ومن شياطينها ، له اطّلاع على كتب الفرس وغيرهم ، وهو ابن خالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وآذى رسول الله كثيرا ، أسره المسلمون يوم بدر وقتلوه بالأثيل قرب المدينة. الأعلام : ٨ / ٣١.
(٢) وهي قتيلة بنت النضر ، شاعرة من الطبقة الأولى في النساء ، أدركت الجاهلية والإسلام ، وقتل أبوها في وقعة بدر بعد أسره ، فرثته بقصيدة ضمنها البيتين المذكورين في المتن ، وأسلمت بعد مقتله وروت الحديث ، وتوفّيت في خلافة عمر. الأعلام : ٥ / ١٩٠.
(٣) مسند أحمد : ١ / ١٢١ و ١٣٢ و ١٤٦ ؛ سنن الدارمي : ١ / ٣٨٣ ؛ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٧٠ و ٥٧٩ ؛ سنن الترمذي : ٢ / ٦٦ برقم ٦١٦ ؛ بحار الأنوار : ٩٣ / ٣٢ ح ٩.