٢
وجود الاجتهاد عند الصحابة
أوجز المصنّف الكلام في وجود الاجتهاد في زمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّ كان ما ذكره وافيا بالمقام ، وبما أنّ باب الاجتهاد قد أغلق عبر القرون الماضية واختص الاجتهاد بمذهب أحد الأئمة الأربعة ، فنفيض الكلام فيه حتّى يتبيّن أنّ غلق باب الاجتهاد كان خسارة عظيمة للفقه وأهله ، ولا بد أن يفتح على مصراعيه ، فنقول :
إنّ الاجتهاد كان مفتوحا في زمن النبوة وبين أصحابه صلىاللهعليهوآلهوسلم فضلا عن غيرهم ، وفضلا عن سائر الأزمنة التي بعده ، نعم غايته إنّ الاجتهاد يومئذ ، كان خفيف المئونة جدا ، لقرب العهد ، وتوفّر القرائن ، وإمكان السؤال المفيد للعلم القاطع ، ثم كلّما بعد العهد من زمن الرسالة وكثرت الآراء والأحاديث والروايات ، ربّما قد دخل فيها الدس والوضع ، وتوفرت دواعي الكذب على النبي ، أخذ الاجتهاد ومعرفة الحكم الشرعي ، يصعب ويحتاج إلى مزيد من المئونة واستفراغ الوسع. (١)
__________________
(١) أصل الشيعة وأصولها : ١١٩ طبعة بيروت.