أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ). (١)
قال صاحب المنار في تفسير تلك الآيات : أودع في نفسه علم جميع الأشياء من غير تحديد ولا تعيين ، فالمراد من الأسماء المسمّيات عبّر عن المدلول بالدليل لشدّة الصلة بين المعنى واللفظ الموضوع له ـ إلى أن قال : ـ علّم الله آدم كلّ شيء ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون له هذا العلم في آن واحد ، أو في آونة متعدّدة ، والله قادر على كلّ شيء.
ولأجل تلك المكانة جعله الله خليفة في الأرض ، وأمر الملائكة بالسجود له. (٢)
فإذا كانت هذه مكانة آدم ومنزلته من حيث العلم بحقائق الأشياء وأسرار الكون ، فكيف بأفضل الخليقة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فهل من المعقول أن لا يقف على ما وقف عليه أبونا آدم؟!
فالقرآن الكريم هو المهيمن على الكتب السماوية ، فليكن مهيمنا على كلّ المأثورات المعزوّة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال سبحانه : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ). (٣)
وعلى ضوء ذلك ، فكل ما نسب إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الجهل بأسرار
__________________
(١) البقرة : ٣١ ـ ٣٣.
(٢) تفسير المنار : ١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٥.
(٣) المائدة : ٤٨.