فقول الإمام يشير إلى إنّ عنوان التشبّه كان قائما بقلّة المسلمين وكثرة اليهود ، فلو لم يخضّب المسلمون الشيب يوم كانوا أقلية صار عملهم تشبها باليهود وتقوية لهم ، وأمّا بعد انتشار الإسلام في أقطار الأرض على نحو صار اليهود فيه أقلية ، فلا يصدق التشبّه بهم إذا ترك الخضاب.
٢. روى محمد بن مسلم وزرارة عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنّهما سألاه عن أكل لحوم الحمر الأهلية ، فقال : «نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أكلها يوم خيبر ، وإنّما نهى عن أكلها في ذلك الوقت لأنّها كانت حمولة الناس ، وإنّما الحرام ما حرّم الله في القرآن». (١)
والحديث يشير إلى أنّ نهي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أكل لحومها كان لأجل أنّ ذبحها في ذلك الوقت يورث الحرج والمشقة ، لأنّها كانت سببا لحمل الناس والأمتعة من مكان إلى آخر ، فإذا ارتفعت الحاجة في الزمان الآخر ارتفع ملاك الحرمة.
٣. روى محمد بن سنان ، أنّ الرضا عليهالسلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : «كره أكل لحوم البغال والحمر الأهلية لحاجة الناس إلى ظهورها واستعمالها والخوف من فنائها وقلّتها لا لقذر خلقها ولا قذر غذائها». (٢)
٤. روى عبد الرحمن بن الحجاج ، عمّن سمعه ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : سألته عن الزكاة ما يأخذ منها الرجل؟ وقلت له : إنّه بلغنا أنّ
__________________
(١) وسائل الشيعة : ١٦ ، الباب ٤ من كتاب الأطعمة والأشربة ، الحديث ١.
(٢) وسائل الشيعة : ١٦ ، الباب ٤ من كتاب الأطعمة والأشربة ، الحديث ٨.