كان الشّيخ محمّد تقي فرشته (١) ابن الشّيخ محمّد جعفر ابن الشّيخ محمّد كاظم الطّالقانيّ المتوفّى سنة ١١٨٦ ه. وهو تلميذ أبيه والميرزا حسن اللاهيجيّ مؤلّف زواهر الحكم المشتمل على دورة من أصول عقائد الشّيعة ، وقد طبع مع (منتخبات فلسفي) الّذي أعددته.
توفّي الشّيخ محمّد جعفر سنة ١١٦١ ه. وكان من تلاميذ والده في الفلسفة والكلام ، وقرأ علم الحديث على الملّا محمّد باقر.
كان الشّيخ محمّد كاظم القزوينيّ الطّالقانيّ المتوفّى سنة ١٠٩٤ ه. من تلاميذ الشّيخ البهائيّ في الفقه ، ومن تلاميذ ميرداماد وفندرسكي.
درس الآخوند الملّا نعيما الطّالقانيّ بن الشّيخ محمّد تقيّ عند أبيه وغيره من الأساتذة بقزوين. ثمّ غادرها إلى أصفهان دار العلم لإكمال دراسته والحصول على الاجتهاد. ودرس الفقه والأصول عند أفضل المجتهدين في عصره وهو محمّد بهاء الدّين المعروف بالفاضل الهنديّ نجل تاج الدّين حسن الأصفهانيّ. وتعلّم الحكمة المتعالية عند شيخنا الأقدم الملّا محمّد صادق الأردستانيّ ، ثمّ أصبح في عداد المدرّسين العلماء تدريجا.
ولمّا كان الفاضل الهنديّ مدرّسا لكتاب الشّفاء ، ثمّ لخصه بعد ثماني عشرة سنة تقريبا ، فربما درس الملّا نعيما إلهيّات الكتاب المذكور عند ذلك الأستاذ الفذّ.
يعدّ كتاب كشف اللثام في الفقه من الكتب النّادرة المثال في عصر الفقه الاستدلاليّ. وقد أثنى عليه فحول الفقهاء. وكان صاحب كتاب جواهر الكلام ـ عظّم الله قدره ـ يوليه اهتماما خاصّا عند تصنيف كتابه المذكور ، كما كان يرجع إليه. وعند ما بلغ مبحث الزّكاة توقّف عن العمل ، ولمّا سئل عن سبب ذلك ، قال : كشف اللثام من مصادر كتاب جواهر الكلام لذا أوصيت أن يؤتى ببقيّة أجزائه من أصفهان.
توفّي الفاضل الهنديّ يوم سقوط أصفهان ودفن في مقبرة «تخت بولاد». وزرت قبره في سفرتي السّابقة إلى أصفهان واستمددت منه ما يزيد همّتي. وكان الفقيد أصفهانيّا ، عرف بالفاضل الهنديّ بسبب مرافقته لأبيه في سفرته القصيرة إلى الهند.
وهمّ الفاضل الهنديّ في أيّام شبابه بإعداد تفسير جامع للقرآن الكريم. ونقل بعض
__________________
(١) انظر : مجلّة الحوزة العلميّة بقمّ ، العدد ٥٨ ، ص ١٧٤.