وصورها ، يجوز أن يقتضي العلم بالأصلح بقاءها بعينها ، أي بقاء صورها في موادّها في هذه النشأة الدنيوية ، ثمّ يقتضي عند قيام الساعة زوالها وانعدامها ، أي فساد صورها عنها بخلق أضداد تلك الصور ، فتطرأ عليها فتقبل موادّها تلك الأضداد وفساد الصور الاولى.
ولا مانع من ذلك عند العقل ، بل إنّ النصوص السمعيّة القطعيّة ، دالّة على وقوع الفساد وطروئه عليها ، كما دلّت على طروئه على غيرها من الأجسام العنصريّة ، كليّاتها وأجزائها وجزئيّاتها ، وتلك النصوص في الكتاب والسنّة من الكثرة بحيث لا تكاد تحصى ، مثل قوله تعالى :
(يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ). (١)
(وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ). (٢)
(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً ، فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ، وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ ، وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ). (٣)
(وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً ، وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً). (٤)
(يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ ، وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ). (٥)
(وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ، وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ). (٦)
(وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ). (٧)
(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ). (٨)
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ). (٩)
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ). (١٠)
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ). (١١)
(يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً ، وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً). (١٢)
__________________
(١) الأنبياء : ١٠٤.
(٢) الزمر : ٦٧.
(٣) الحاقّة : ١٣ ـ ١٧.
(٤) النبأ : ١٩ ـ ٢٠.
(٥) المعارج : ٨ ـ ٩.
(٦) المرسلات : ٩ ـ ١٠.
(٧) التكوير : ١١.
(٨) الانشقاق : ١.
(٩) الانفطار : ١.
(١٠) ابراهيم : ٤٨.
(١١) الرحمن : ٣٧.
(١٢) الطور : ٩ ـ ١٠.