كان يقلّل حوالات الشّاه المدمّرة لإيران إلى أدنى حدّ ، ويبدي خوفه وذعره من خلوّ خزينة الدّولة.
ويعدّ الشّيخ علي خان زنگنه (أمير كبير) الحكومة الصّفويّة في عصره. وكان المغفور له الميرزا محمّد خان زنگنه رجلا كفوءا ذا دراية ، خدم بلاده في الحكومة القاجاريّة بتبريز آمرا عسكريّا. وكان كيّسا عارفا بالآداب. وكان الميرزا تقي خان أمير كبير ـ قدسسره ـ يعمل تحت إشرافه برهة من الزّمن ، وتعلّم منه طريق السّلوك وعلم الأدب إلى حدّ ما. وكان الميرزا محمّد خان من أحفاد الشّيخ علي خان.
كان الميرزا بزرگ قائمقام أحد السّياسيّين الكبار في العصر القاجاريّ. وكان من دهاة عصره وعظماء زمانه. بعد موته ، عرف الأجانب الّذين كانوا يتعاملون مع الحكومة الإيرانيّة وعبّاس ميرزا نائب السّلطنة أنّهم صنعوا من عبّاس ميرزا غولا كبيرا في نظرهم بسبب فهم الميرزا بزرگ ونبوغه وعلمه ، فبانت لهم نقاط ضعفه.
وكان نجل الميرزا بزرگ شخصيّة عظيمة ، وأديبا وشاعرا كبيرا ، بيد أنّه كان قاسيا ، مصابا بغرور متأصّل في نفسه ، ولم يكن كأبيه في أداء الأعمال وإنجازها ، لكنّه إذا قيس بمن جاء بعده فإنّه يبزّهم. وكان نائب السّلطنة عبّاس ميرزا متفوّقا أيضا على أقاربه تفوّقا بيّنا. وإنّ أحد الأعمال القبيحة الّتي قام بها القائمقام إعماء خسرو ميرزا وأخيه ظانّا أنّه يقدّم خدمة لمحمّد شاه.
* * *
اتّخذ عدد من طلّاب العلم والمعرفة القادمين من الطّالقان قزوين سكنا لهم بعد ما قدموا إليها من أجل الدّراسة ، فتلقّبوا بها على كرور الأيّام والسّنين.
كان سماحة الأستاذ سيّد أماجد الحكماء والفقهاء المغفور له السّيّد أبو الحسن القزوينيّ أعلى الله مقامه يقول : جاء جدّنا الأعلى من الطّالقان إلى قزوين للدّراسة وتوطّنها. ونحن ذكرنا أنّ والدة الميرزا أبي الحسن القزوينيّ هي بنت العالم الجليل السّيّد علي القزوينيّ صاحب التّعليقات والحواشي على قوانين الأصول للميرزا القمّيّ. وكتب السّيّد عليّ شرحا مفصّلا على معالم الأصول ، وهو في كمال الإتقان ، وقد تعرّض فيه إلى حواشي الشّيخ الأجلّ محمّد تقي على المعالم ، وعنوانه : هداية المسترشدين. وكان السّيّد