مِنْ شُخُوصِ (١) الْجَاهِلِ ، وَلَا بَعَثَ الله نَبِيّاً وَلَا رَسُولاً (٢) حَتّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ ، وَيَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ جَمِيعِ (٣) أُمَّتِهِ ، وَمَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ (٤) الْمُجْتَهِدِينَ ، وَمَا أَدَّى الْعَبْدُ (٥) فَرَائِضَ اللهِ حَتّى عَقَلَ عَنْهُ (٦) ، وَلا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ ، وَالْعُقَلاءُ (٧) هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللهُ تَعَالى : ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٨). (٩)
١٢/ ١٢. أَبُو عَبْدِ اللهِ (١٠) الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (١١) رَفَعَهُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا هِشَامُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بَشَّرَ أهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ (١٢) : ( فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (١٣).
يَا هِشَامُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ ، وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ
__________________
(١) « الشخوص » هو السيْرُ من بلدٍ إلى آخر والخروج من موضع إلى غيره ، والمراد هاهنا خروجه من بلده إلى بلد آخر في سبيل الله تعالى وطلباً لمرضاته ، كالجهاد والحجّ وتحصيل العلم. انظر : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٠٦ ( شخص ) ؛ التعليقة للداماد ، ص ٢٨ ، وسائر الشروح.
(٢) في المحاسن : « رسولاً ولا نبيّاً ».
(٣) هكذا في « ح ، ش ، ض ، و ، بح ، بد ، بر ، بس ، بع ، بل ، بو ، جل ، جم » والمحاسن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « من جميع عقول ».
(٤) في المحاسن : + « جميع ».
(٥) في المحاسن : « وما أدّى العاقل ».
(٦) في المحاسن : « منه ».
(٧) في المحاسن : « إنّ العقلاء ».
(٨) هكذا في القرآن : الرعد (١٣) : ١٩ ؛ الزمر (٣٩) : ٩ والمحاسن. وفي النسخ والمطبوع : « وما يتذكّر إلاّ أولوا الألباب ». وفي سورة البقرة (٢) : ٢٦٩ ؛ وآل عمران (٣) : ٧ : (وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ).
(٩) المحاسن ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١١. تحف العقول ، ص ٣٩٧ الوافي ، ج ١ ، ص ٨٥ ، ح ١٥.
(١٠) في « و » وحاشية « ج ، ض » : « أبو علي ».
(١١) في « ب » : ـ « عن بعض أصحابنا ».
(١٢) في « ف » : + « تعالى ». وقد تكرّرت هذه الإضافة في نسخة « ف » فقط في مواضع كثيرة من حديث هشام بعدلفظ « قال » و « الله ».
(١٣) الزمر (٣٩) : ١٧ ـ ١٨.