هُنَاكَ (١) تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ ، وَحَارَ فِي مَلَكُوتِهِ عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ جَوَامِعُ التَّفْسِيرِ ، وَحَالَ دُونَ غَيْبِهِ الْمَكْنُونِ (٢) حُجُبٌ مِنَ الْغُيُوبِ (٣) ، تَاهَتْ (٤) فِي أَدْنى أَدَانِيهَا (٥) طَامِحَاتُ (٦) الْعُقُولِ فِي لَطِيفَاتِ الْأُمُورِ.
فَتَبَارَكَ اللهُ (٧) الَّذِي لَايَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ (٨) ، وَلَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ (٩) ، وَتَعَالَى (١٠) الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَلَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ ، وَلَا نَعْتٌ مَحْدُودٌ ، سُبْحَانَ (١١) الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَوَّلٌ (١٢) مُبْتَدَأٌ ، وَلَا غَايَةٌ مُنْتَهىً ، وَلَا آخِرٌ يَفْنى.
سُبْحَانَهُ هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ ، وَالْوَاصِفُونَ لَايَبْلُغُونَ نَعْتَهُ ، وَ (١٣) حَدَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا
__________________
انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٠ ( حبر ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٣٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٧١ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٥٨.
(١) في « ب » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين ومرآة العقول : « هنالك ».
(٢) « المكنون » : المستور. يقال : كننتُ الشيء ، أي سترته. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٨٨ ( كنن ).
(٣) في « ف » : « الغيب ».
(٤) « تاهت » : من التَيْه ، بمعنى التحيّر. يقال : تاه في الأرض ، أي ذهب متحيّراً. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).
(٥) « الأداني » : جمع الدنيّ ، غير مهموز ، بمعنى القريب. والمهموز منه بمعنى الدون. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٧٣ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٤١ ( دنو ).
(٦) « الطامحات » : جمع الطامح ، وهو كلّ مرتفع. الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ( طمح ).
(٧) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي : ـ « الله ».
(٨) « بُعد الهِمَم » أي الهمم البعيدة ، وهو جمع الهمّة بمعنى العزم الجازم ، وبُعدها : تعلّقها بعليّات الامور دون محقّراتها ، أي لا تبلغ النفوس ذوات الهمم البعيدة وإن اتّسعت في الطلب كنهَ حقيقته. انظر : مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ١٨٨ ( همم ).
(٩) في شرح المازندراني : « الفَطِنْ ، بفتح الفاء وكسر الطاء : الذكيّ المتوقّد ، وبالعكس : جمع الفِطْنَة ، وهي في اللغة : الفهم ، وعند العلماء : جودة الذهن المعدّة لاكتساب المطالب العليّة ». وانظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٧ ( فطن ).
(١٠) في شرح المازندراني والتوحيد : + « الله ».
(١١) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « بح » والتوحيد : « وسبحان ».
(١٢) في شرح المازندراني : « بالرفع والتنوين معاً ، أو بالرفع فقط ؛ لأنّهم اختلفوا في صرفه ».
(١٣) في « ب ، بس ، بح ، بف » والتوحيد : ـ « و ».