وَيَدِهِ (١) الْبَيْضَاءِ وَآلَةِ السِّحْرِ (٢) ، وَبَعَثَ عِيسى عليهالسلام بِآلَةِ الطِّبِّ ، وَبَعَثَ مُحَمَّداً ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ـ بِالْكَلَامِ وَالْخُطَبِ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام : « إِنَّ اللهَ لَمَّا بَعَثَ مُوسى عليهالسلام كَانَ الْغَالِبُ عَلى أَهْلِ (٣) عَصْرِهِ السِّحْرَ ، فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ مِثْلُهُ (٤) ، وَمَا أَبْطَلَ (٥) بِهِ سِحْرَهُمْ ، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ؛ وَإِنَّ اللهَ بَعَثَ عِيسى (٦) عليهالسلام فِي وَقْتٍ قَدْ ظَهَرَتْ (٧) فِيهِ الزَّمَانَاتُ (٨) ، وَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَى الطِّبِّ ، فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالى بِمَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ ، وَبِمَا أَحْيَا لَهُمُ الْمَوْتى وَأَبْرَأَ (٩) الْأَكْمَهَ (١٠) وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى ، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ؛ وَإِنَّ اللهَ تَعَالى بَعَثَ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي وَقْتٍ كَانَ الْغَالِبُ عَلى أَهْلِ (١١) عَصْرِهِ الْخُطَبَ وَالْكَلَامَ
__________________
وثالثاً : ما ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ، ج ٤ ، ص ٤٣٤ ؛ من أنّه قال : « وقال المتوكّل لابن السكّيت : اسأل ابن الرضا مسألة عوصاء بحضرتي ، فسأله ، فقال : لم بعث الله موسى بالعصا؟ » فذكر مضمون الخبر مع تفصيل ؛ فراجع.
فتحصّل أنّ المراد من « أبي الحسن عليهالسلام » في سندنا هذا ، هو أبوالحسن الثالث عليهالسلام.
(١) في « ب ، بس ، بف » والاحتجاج : « وبيده ».
(٢) « السحر » في اللغة : الأُخذة التي تأخذ العين حتّى يظنّ أنّ الأمر كما يُرى وليس الأصل على ما يُرى ، وصرف الشيء عن وجهه ؛ وكلّ ما لطف مأخذه ودقّ فهو سحر. وفي عرف الشرع مختصّ بكلّ أمر يخفى سببه ويتخيّل على غير حقيقته ، ويجري مجرى الخِداع. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٦٨ ( سحر ) ؛ وشرح صدر المتألّهين ، ص ١٠٧.
(٣) في « ج » : ـ « أهل ».
(٤) في العيون : « بما لم يكن عند القوم وفي وسع القوم مثله ».
(٥) في العلل : « وبما أبطل ».
(٦) في « ب ، و ، بس » : + « بن مريم ».
(٧) في « و ، بس » : « قد ظهر ».
(٨) « الزمانات » : جمع الزمانة ، وهي آفة في الإنسان بل في الحيوان ، أو في عضو منه يمنعه عن الحركة ، كالفالج واللغوة والبرص وغيرها ، شرح صدر المتألّهين ، ص ١٠٧. وانظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٣١ ( زمن ).
(٩) في العلل والعيون : + « لهم ».
(١٠) « الأكمه » : هو الذي يولد مطموس العين ، أي الأعمى. وقد يقال لمن تذهب عينه. المفردات للراغب ، ص ٧٢٦ ( كمه ).
(١١) في « ألف ، بح » : ـ « أهل ».