ـ وَأَظُنُّهُ قَالَ : الشِّعْرَ (١) ـ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالى (٢) مِنْ مَوَاعِظِهِ وَحِكَمِهِ (٣) مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ ، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ».
قَالَ : فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ : تَاللهِ (٤) ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ ، فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ الْيَوْمَ؟
قَالَ : فَقَالَ عليهالسلام : « الْعَقْلُ ؛ يَعْرِفُ بِهِ (٥) الصَّادِقَ عَلَى اللهِ فَيُصَدِّقُهُ (٦) ، وَالْكَاذِبَ عَلَى اللهِ فَيُكَذِّبُهُ (٧) ».
قَالَ : فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ : هذَا وَاللهِ هُوَ الْجَوَابُ (٨).
٢١ / ٢١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنِ الْمُثَنَّى (٩) الْحَنَّاطِ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ مَوْلىً لِبَنِي شَيْبَانَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا قَامَ قَائِمُنَا ، وَضَعَ اللهُ يَدَهُ (١٠) عَلى رُؤُوسِ الْعِبَادِ ، فَجَمَعَ
__________________
(١) في الوافي : « والشعر ».
(٢) في العلل والعيون : « من كتاب الله عزّوجلّ ».
(٣) في « ب ، ج ، و ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ض ، بر ، بف » والعلل والعيون والبحار : « وأحكامه ». وفي « ألف » : « وحكمه وأحكامه ».
(٤) قرأه المازندراني : « بالله » وقال : « بالله ، بدون ألف قبل الجلالة على ماهو المصحّح من النسخ. ولفظة « باء » تحتمل وجهين : الأوّل : أن تكون باء القسم أوتاءه ، والثاني : أن تكون حرف النداء للتعجّب ». شرح المازندراني ، ج ١ ، ص ٣٩٦.
(٥) أي يعرف الخلقُ بالعقل الصادقَ والكاذب على الله ، فهو دليل كون العقل هو الحجّة. وفي « ف ، بح » : « بهيعرف ». وفي البحار والوافي : « تعرف به ».
(٦) في الوافي : « فتصدّقه ».
(٧) في الوافي : « فتكذّبه ».
(٨) علل الشرائع ، ص ١٢١ ، ح ٦ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٧٩ ، ح ١٢ ، بسندهما عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أبي عبدالله السيّاري. تحف العقول ، ص ٤٥٠ ، من قوله : « ما الحجّة على الخلق اليوم » الوافي ، ج ١ ، ص ١١٠ ، ح ٢٣ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٢١٠ ، ح ١٥ ، وفيه إلى قوله : « ما رأيت مثلك قطّ ».
(٩) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس » : « مثنّى » من دون الألف واللام.
(١٠) الضمير في « يده » راجع إلى الله تعالى ، أو إلى القائم عليهالسلام ، و « يده » كناية عن الرحمة والشفقة والنعمة والإحسان ، أو كناية عن الواسطة في الفيض. والمراد من الرؤوس نفوسهم الناطقة ، فالمعنى : أنزل رحمته وأكمل نعمته ، أو واسطة جوده وفيضه ، والمراد بها إمّا القائم عليهالسلام ، أو العقل الذي هو أوّل ما خلق الله ، أو ملك من ملائكة قدسه ونور من أنوار عظمته. راجع : شرح صدر المتألهين ، ص ١١٠ ؛ شرح المازندراني ، ج ١ ، ص ٣٩٩ ـ ٤٠٢ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ١١٤ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٨٠.