عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
قُلْتُ : مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ؟ قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَمُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَعْلَمُ مِنْهُ ».
قَالَ : قُلْتُ (١) : إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ (٢) » ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ (٣) ، وَ (٤) كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقْدِرُ عَلى هذِهِ الْمَنَازِلِ (٥)؟
قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَشَكَّ فِي أَمْرِهِ : ( فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) حِينَ فَقَدَهُ ، فَغَضِبَ (٦) عَلَيْهِ ، فَقَالَ : ( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) (٧) وَإِنَّمَا غَضِبَ (٨) لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَهذَا ـ وَهُوَ طَائِرٌ ـ قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ (٩) وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ (١٠) لَهُ طَائِعِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ
__________________
(١) في « ف » : + « له ».
(٢) في البصائر ، ص ٤٧ : + « قلت ».
(٣) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّه ـ أي قوله : وسليمان ـ إلى ـ منطق الطير ـ من كلام السائل ، وأنّه عليهالسلام عطفعلى عيسى بن مريم ، وأنّ قوله : وكان رسول الله ، استفهام على حقيقته. وإنّما قلنا : الظاهر ذلك ؛ لأنّه يحتمل أن يكون من كلام أبي الحسن الأوّل عليهالسلام ويكون عطفاً على صدقت ، وحينئذٍ قوله : « وكان رسول الله » من كلامه أيضاً ؛ للإخبار بأنّ هذه المنازل الرفيعة كانت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً. فليتأمّل ».
(٤) في البصائر ، ص ٤٧ : « هل » بدل « و ».
(٥) « المنازل » : جمع المَنْزِل ، وهو الدرجة. و « المَنْزِلَة » : الرتبة والدرجة ، لاتجمع. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٨ ( نزل ).
(٦) في « ج ، ض ، بف ، بح ، بس » وحاشية « بف » والبصائر ، ص ٤٧ : « وغضب ».
(٧) النمل (٢٧) : ٢٠ ـ ٢١.
(٨) في « ف » والبصائر ، ص ٤٧ : + « عليه ».
(٩) في « ج ، ض ، بف » والوافي والبحار والبصائر ، ص ٤٧ : « الجنّ والإنس ».
(١٠) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والبصائر ، ص ٤٧. وفي المطبوع : « [ و ] المردة ». وقوله :