قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، بِمَ يُعْرَفُ الْإِمَامُ؟
قَالَ (١) : فَقَالَ : « بِخِصَالٍ : أَمَّا أَوَّلُهَا (٢) ، فَإِنَّهُ بِشَيْءٍ قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ أَبِيهِ فِيهِ وَأَشَارَ (٣) إِلَيْهِ لِيَكُونَ (٤) عَلَيْهِمْ حُجَّةً ؛ وَيُسْأَلُ فَيُجِيبُ (٥) ؛ وَإِنْ سُكِتَ عَنْهُ ابْتَدَأَ ؛ وَيُخْبِرُ بِمَا فِي غَدٍ ؛ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِكُلِّ لِسَانٍ ».
ثُمَّ قَالَ لِي : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أُعْطِيكَ عَلَامَةً قَبْلَ أَنْ تَقُومَ » فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ ، فَكَلَّمَهُ (٦) الْخُرَاسَانِيُّ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَأَجَابَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام (٧) بِالْفَارِسِيَّةِ ، فَقَالَ لَهُ الْخُرَاسَانِيُّ : وَاللهِ ـ جُعِلْتُ فِدَاكَ ـ مَا مَنَعَنِي (٨) أَنْ أُكَلِّمَكَ بِالْخُرَاسَانِيَّةِ غَيْرُ أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ لَاتُحْسِنُهَا (٩) ، فَقَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! إِذَا كُنْتُ لَا أُحْسِنُ (١٠) أُجِيبُكَ (١١) ، فَمَا فَضْلِي عَلَيْكَ؟ ».
__________________
رواه الطبري في دلائل الإمامة ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٩٤ ، مع زيادةٍ ، بسنده عن محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير. ورواه الحميري أيضاً في قرب الإسناد ، ص ٣٣٩ ، ح ١٢٤٤ ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير.
فعليه يحتمل وقوع السقط ـ في ما نحن فيه ـ بين محمّد بن عليّ وبين أبي بصير.
(١) في « ف » : ـ « قال ».
(٢) قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٠٧ : « أوّلها ، تذكير الأوّل للتأويل بالفضل والوصف ، وقيل : هو مبنيّ على جواز تذكير المؤنّث لغير الحقيقي ، نحو (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [ الأعراف (٧) : ٥٦ ) ] قاله الجوهري ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٨ ( قرب ).
(٣) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ». وفي « بف » والمطبوع : « بإشارة ».
(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والإرشاد. وفي المطبوع : « لتكون ». وفي الوافي : « فيكون ».
(٥) في « ف » : « ويجيب ».
(٦) في « ض » : « فكلّم ».
(٧) في « ج » : ـ « أبو الحسن عليهالسلام ».
(٨) في « ف » : + « شيء ».
(٩) في « بر » : « لا تحسّنها » ، وقوله : « لا تُحْسِنُها » ، أي لا تَعْلَمُها ، يقال : هو يُحْسِنُ الشَيْءَ إحساناً ، أي يعلمه. هذافي اللغة ولكنّ المجلسي في مرآة العقول ، قال : « لا تُحَسِّنُها ، أي لا تعلمها حسناً ، يقال : حسّن الشيءَ إذا كان ذا بصيرة فيه ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٦٤ ( حسن ).
(١٠) في « بر » : « لا احسّن ».
(١١) في مرآة العقول : « اجيبك ، بتقدير أن. ويجوز نصبه ورفعه ».