وقال الذهبي : . . ضعّفوه ، وكان شيعياً بغيضاً من الغلاة الذين يكفّرون عثمان (١) .
وقال أبو داود : لم يكن يكذب ، حديثه من حديث الشيعة ، وليس فيه نكارة ، حدّث عنه الثوري بحديث باليمن ، وقال أبو أحمد الحاكم : متروك الحديث ، وقال ابن حزم : ضعيف جداً بليةٌ من البلايا (٢) . وقد وثّقه يعقوب بن سفيان (٣) .
كان هذا مجمل أقوال الرجاليين في أبي إسرائيل الملّائي ، وهم بين قادح ومادح مع قدح ، لكن الأغلب هو القدح فيه لا المدح ، وقد أعرض الفقهاء عن رواياته ، خصوصاً لو لاحظنا وجود عبد الرحمن بن أبي ليلى في تلك الأسانيد ، إذ هناك كلام كثير في سماعه من عمر ، وبلال (٤) .
وإذا أحببتَ الوقوف على آراء العلماء والفقهاء في روايات أبي إسرائيل فتابع معنا الإسنادين الثاني والثالث ، ففيهما ما يكفيك .
أمّا دلالة الخبر ففيه إجمال : لأنّ التثويب هو أعم ممّا يريدونه وهو الرجوع والعود إلى ما قاله المؤذّن ، فقد تكون جملة « قد قامت الصلاة » ، وقد تكون « الصلاة خير من النوم » ، وقد تكون شيئاً آخر .
ولا اختصاص للتثويب بلفظ « الصلاة خير من النوم » ، لأنّ هذه الجملة لا يمكن أن تقال في مثل الظهر والعصر والمغرب والعشاء إذ إنّها ليست بجملة عامّة ، بل هي من مختصّات الصبح ، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ هذه الأوقات الأربعة هي : وقت العمل
______________________
(١) ميزان الاعتدال ٧ : ٣٢٦ / ت ٩٩٦٥ .
(٢) اكمال مغلطاي ٢ : ١٦٥ / ت ٤٨٠ ، وانظر : المحلّى ١١ : ٨٦ وفيه : فهو بلية عن بلية .
(٣) المعرفة ٣ : ٢٠٧ .
(٤) انظر في ذلك : المراسيل لابن أبي حاتم : ١٢٦ / ت ٤٥٣ .