وقد غلا بعض الرواة في عطاء ورجّحوه على حبر الأمة ابن عباس وعبد الله بن عمر ، إذ حكى عمر بن سعيد عن أمه : أنّها أرسلت إلى ابن عباس تسأله عن شيء . فقال : يا أهل مكة تجتمعون عَلَيّ وعندكم عطاء ؟! (١)
وقال قبيضة ، عن سفيان عن عمر بن سعيد ، عن أمه : قدم ابن عمر مكة فسألوه : فقال : أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن أبي رباح ؟! سيد المسلمين عطاء بن أبي رباح .
وقال أبو عاصم الثقفي : سمعت أبا جعفر [ الباقر ] يقول للناس وقد اجتمعوا عليه : عليكم بعطاء هو والله خير لكم مني .
وقال محبوب بن محرز القواريري ، عن حبيب بن جزء ، قال لنا أبو جعفر : خذوا من حديث عطاء ما استطعتم .
وقال أسلم المنقري ، عن أبي جعفر : ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء (٢) ، إلى غيرها من الأقوال المادحة لعطاء (٣) .
أسالك بالله هل تصدق ما قالوه ونسبوه إلى ابن عباس وابن عمر والباقر من آل البيت ، خصوصا لو القيت نظرة تحقيقية عابرة إلى سيرته وحياته وأقواله وقربه إلى الأمويين .
بل كيف يحيل ابن عباس وابن عمر ـ وهما من الصحابة ـ إلى تابعي لا يحسن العربية !
______________________
(١) تاريخ دمشق ٤٠ : ٣٨١ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٨١ .
(٢) تهذيب الكمال ٢٠ : ٧٢ ، الجرح والتعديل ٦ : ٣٣٠ .
(٣) تهذيب الكمال ٢٠ : ٧٧ ـ ٧٨ .