أكن شهدتها (١) ، ومعناه أنّه عثماني فقهاً وسياسةً ، والعثماني يتقاطع مع أهل البيت فكراً وعقيدةً .
وأمّا سويد فهو ابن غفلة بن عوسجة ، فقد أدرك الجاهلية ، وشهدَ فتحَ اليرموك ، وخطبةَ عمر بالجابية ، وسكن الكوفة ، وقد قيل عنه بأنّه من موالي الإمام علي ومن أصحاب الإمام الحسن المجتبى ، وقد شهد صفين ، وروى عن ابن مسعود (٢) .
وقال الشيخ المفيد : سئل الفضل بن شاذان عمّا روته الناصبة عن أمير المؤمنين أنّه قال : لا أُوتى برجل يفضّلني على أبي بكر وعمر إلّا جلدته جلد المفتري .
فقال : إنّما روى هذا الحديث سويد بن غفلة وقد أجمع أهل الآثار على أنّه كان كثير الغلط (٣) .
حكى القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) دفاع ابن عبد البر عن عمر بن الخطاب وتشريعه للصلاة خير من النوم فقال :
|
روى
وكيع عن سفيان عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة أنّه [ أي عمر ] ارسل إلى مؤذنه إذا بلغت « حي على الفلاح » فقل : « الصلاة |
______________________
(١) أنظر : سير أعلام النبلاء ٥ : ١٩٢ ، تاريخ الإسلام ٧ : ٣٨٨ .
(٢) أنظر : تهذيب الكمال ١٢ : ٢٦٥ / ٢٦٤٧ ، تهذيب التهذيب ٤ : ٢٤٤ / ٤٨٨ . وقال البرقي في رجاله : ٤ : إنّه في أولياء أمير المؤمنين عليهالسلام ، وخلاصة الأقوال : ١٦٣ / ٤٧٥ ، وابن داود في الرجال : ١٠٧ / ٧٣٩ .
(٣) الفصول المختارة : ١٦٧ ، وانظر : معجم رجال الحديث ٩ : ٣٤٠ / ٥٦١٨ ، والسيد الخوئي لم يقبل بأنّ سويدا كان كثير الغلط ، فقال معترضا : أقول : هذه رواية مرسلة لا يعتمد عليها ، وكيف يصح ذلك وقد اعتمد الفضل بنفسه على رواية سويد كما عرفت ...