|
خير من النوم » فإنه اذان بلال ؛ ومعلوم ان بلالاً لم يؤذن قط لعمر ولا سمع بعد رسول الله إلّا مرة بالشام إذ دخلها (١) . |
ومعنى كلامه هو استمرار التاذين بـ « الصلاة خير من النوم » منذ عهد رسول الله إلى عهد عمر بن الخطاب ، لأنّ عمر يوصي مؤذّنه بالأذان به لأنّه كان أذان بلال .
وحيث علمنا بأنّ بلال بن رباح هو مؤذّن رسول الله وليس بمؤذن أبي بكر وعمر ، فيكون الأذان بالصلاة خير من النوم هو نبوي وليس بعمري حسب زعمه .
فنحن فنقول جواباً لهذا القول : إذا صحَّ ما تقولون فلماذا يشكّ علمائكم كالشافعي وابن رشد وغيرهما بكونه سنّة نبويّة .
ولماذا لا نراه في أذان عبد الله بن زيد الأنصاري الذي أخذ بلال الأذان عنه بل لماذا لا نراه في روايات تشريع الأذان في الإسراء والمعراج ، بل كيف يتطابق ذلك مع المعروف عن بلال أذانه بـ « حي على خير العمل » لا « الصلاة خير من النوم » مع تأكيدنا على أنّ ما قالوه ونسبوه إلى بلال وإلى رسول الله وأنّه صلىاللهعليهوآله قال له : إجعل مكان « حيّ على خير العمل » « الصلاة خير من النوم » هو مشكوك بل موضوع (٢) .
وقد يكون ضمير (أنّه) في خبر ابن عبد البر يرجع إلى سويد لا إلى عمر بن الخطاب وأنّه ارسل إلى مؤذنه أن يقول بالصلاة خير من النوم ، وفي بعض النصوص ما يؤيّد هذا الاحتمال إذ ليس فيها زيادة (أنّه أذان بلال) .
______________________
(١) تفسير القرطبي ٦ : ٢٢٩ عن الاستذكار ١ : ٣٩٨ . وانظر : المجلد الاول من هذه الموسوعة تحت عنوان « حيّ على خير العمل الشرعية والشعارية » .
(٢) وقد أثبتنا بطلان ذلك في كتابنا « حيَّ على خير العمل » .