نحن في هذا القسم سنناقش ما رواه المؤذنون ، سواء ما رواه المؤذن عن رسول الله ، أو ما روي عن الصحابي المؤذّن بواسطة أولاده وأحفاده حتّى نقف على أنّ هذا النصّ المنقول هل يصحّ نسبته لرسول الله ، أو أنّه رأي للصحابي نفسه ، وقبله نؤكّد على وجود مدّعَيْن مهمَّين في هذا المجال .
أحدهما : لعبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الذي قيل عنه بأنّه هو الذي أُري الأذان في المنام ، فهذا ادّعى ـ أو ادّعيَ على لسانه ـ بأنّ رسول الله أمر بلالاً أن يأخذ الأذان منه .
والثاني : أبو محذورة الذي ادّعى ـ أو اُدّعي على لسانه ـ أنّ رسول الله علّمه الأذان .
وأنّك
لو تأمّلت في أخبار الأذان الواردة عن عبد الله بن زيد الأنصاري فلا ترى التثويب فيها ، كما شكَّ الإمام الشافعي في ورودها عن أبي محذورة حسبما نفصّله لاحقاً ، وإن كنا لا نستبعد صدورها عن أبي محذورة لما قيل عنه بأنّه من