الطلقاء والمؤلّفة قلوبهم في الإسلام بعد مكّة وقد استهزأ بالنبيّ قبل إسلامه وأنّ رسول الله قال له ولأبي هريرة ولسمرة بن جندب (١) : آخركم موتاً في النار (٢) .
وإليك الآن أسماء أشهر المؤذّنين على عهد رسول الله من الصحابة وهم :
١ ـ بلال بن رباح الحبشي
٢ ـ أبو محذورة
٣ ـ سعد القرظ
٤ ـ ابن أم مكتوم
وإليك روايات هؤلاء حسب الترتيب المذكور مؤكّدين بأنّ عبد الله بن زيد بن عاصم بن ثعلبة بن عبد ربّه الأنصاري ـ الذي أُري الأذان ـ وإن كان قد أُري الأذان كما يقولون ، لكنّه ليس من المؤذنين ، وأخباره الأذانية موجودة في الصحاح والسنن يمكن الوقوف عليها ، إمّا عن طريق بلال أو عن طريق غيره .
فرواياته التي جاءت عن طريق بلال ليس فيها التثويب ، لكن النهج الأموي جدَّ في نسبة التثويب إلى بلال معتبرينه هو الحاكي الأوّل لهذه المقولة ، وأنّها شرّعت على أثر قوله ، لأنّه رأى النبيّ نائماً فقال : الصلاة خير من النوم ، ورسول الله أقرّ كلامه في الأذان .
فإنّ تناقل هكذا أخبار على لسان بلال هو من وضع الأمويين حسب تصوّرنا واعتقادنا ولنا شواهد على ما نقول .
وعليه فأخبار التثويب لا تصح لعدّة أسباب أحدها عدم وجودها في روايات عبد الله بن زيد الأنصاري .
______________________
(١) على اختلاف بينه وبين شخص آخر .
(٢) انظر ترجمة سمرة في : الاستيعاب ، والإصابة وغيرهما ، ولنا وقفة معه في هذا الكتاب .