وقال يحيى بن معين : هو ثقة ليس بحجة وقال مرة : ليس بالقوي في الحديث ، وكذلك قال النسائي ، وقال علي : يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة (١) .
هذا ويجب علينا لفت نظر الباحثين إلى نكتة مهمة موجودة في روايتي عبد الرزاق والبيهقي ، وهي قولهم :
إنّ بلال الحبشي كان يؤذن بليل ، يعنون به نداءه في الليل لتنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين ، أي في الأذان الاول وقبل الفجر لقول الراوي في خبر عبد الرزاق « فمن أراد الصوم فلا يمنعه أذان بلال حتى يؤذن ابن أم مكتوم ... فلما كان ذات ليلة أذن بلال ، ثم جاء يؤذن النبيَّ فقيل له : إنّه نائم فنادى بلال : « الصلاة خير من النوم » ، فأقرت في الصبح » .
وفي رواية البيهقي ترى جملة أخرى تعطي نفس المعنى الذي مرَّ في خبر عبد الرزّاق ، وفيه : « ثم زاد بلال في التأذين « الصلاة خير من النوم » ، وذلك أن بلالاً اتى بعدما أذّن التأذينة الأولى من صلاة الفجر ليؤذن النبي بالصلاة ، فقيل له : إنّ النبي نائم ، فأذن بلال باعلى صوته « الصلاة خير من النوم » ، فأقرت في التأذين لصلاة الفجر » .
وعليه ـ طبقا لهذه النصوص ـ إنّ هذه الجملة إنْ زيدت فقد زيدت في الأذان الإعلامي الأول ، لكنّهم سعوا أن يدخلوها في أذان الفجر في الزمن اللاحق .
أي إنّ الزيادة ـ حسب قولهم ـ لم تكن مِن قبل الله أو جبرئيل أو رسول الله ، بل كانت من قبل بلال في أذان الليل ، لأنّه جاء النبيّ ذات ليلة بعد أن أذّن لإيقاظ النائمين ليدعو النبيّ لصلاة الفجر ، فقيل له : إنّه نائم ، فنادى بلال : « الصلاة خير من النوم » ... إلى آخر الخبر .
______________________
(١) الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٣ : ٤١ / ح ٢٨٨٣ .