جاريين عند بعض الصحابة والتابعين وفقهاء الجمهور على تفاوتٍ بينهم ، وكذا مجيؤُهم بالتأويلات البعيدة دعماً للخلفاء كانت جارية ولا زالت موجودة إلى اليوم .
وقد يكون في الآيات التي سبقت آية : ( وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ) إشارة إلى لزوم التعبّد بمن ولّاه الله علينا من رسول ووصي وعدم تحكيم الرأي في الشريعة ، وهو المصرَّح في حديث الثقلين بكتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لأنّ تولّي هؤلاء يجعلهم في حزب الله الذين هُمُ الغالبون ، فقال سبحانه : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ) (١) .
والولي في اللغة له معنيان مشهوران : أحدهما بمعنى المحبّ والناصر ، والآخر بمعنى المتصرّف والأَولى بالأنفس ، ولا يمكن فهم المراد وترجيح أحد المعنيين على الآخر إلّا بقرينة أو دليل .
وكلمة « إنّما » هي للحصر ومعناها : إنّما المتصرّف فيكم ـ أيّها المؤمنون ـ هو الله ورسول الله والمؤمنون الموصوفون بالصفة الفلانية ، وهذا ما لم نجده إلّا في حقّ الإمام علي بن أبي طالب ، فالآية مخصوصة به ودالّة عليه ، وأنّكم ما إن أخذتم بهما (أي الكتاب والعترة) لن تضلّوا بعده أبداً ـ .
______________________
(١) المائده : ٥٥ ـ ٥٨ .