ولمخالفتها أيضاً للروايات الأخرى المروية عنه ، وأنّه كان يؤذن بليل وان ابن اُم مكثوم كان يؤذن للصبح ، ومعنى كلامهم هو ان بلال الحبشي لم يؤذن بـ « الصلاة خير من النوم » في أذان الفجر بتاتاً ، لأنّهم يقولون بشرعيّته في أذان الصبح لا النداء به في الليل ، وبلال لم يؤذن حسب رواياتهم لأذان الصبح بل كان يؤذن بليل .
وكذا الحال بالنسبة إلى ما حكوه عن الإمام علي ، فإنه لم يثبت أنّه أذّن بـ « الصلاة خير من النوم » ، إذ أخرج البزار في مسنده عن الإمام علي عليهالسلام (١) الأذان وليس فيه التثويب وجاء في صحيفة الإمام الرضا عن آبائه ما يماثله وليس في ذلك الأذان التثويب (٢) ، وجاء في البحر : وقال الإمام علي عندما سمع ذلك [ أي الصلاة خير من النوم ] : لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه (٣) .
وهو يؤكّد بأنّ أذان الإمام وأذان ولده كان بـ « حيّ على خير العمل » لا غير ، وهي سيرتهم حتى هذا اليوم .
كما اشتهر عن الإمام علي حينما كان يسمع ابن التياح يقول في أذانه « حي على خير العمل » ، يقول : مرحباً بالقائلين عدلاً وبالصلاة أهلاً وسهلاً (٤) .
وهذا التهليل من قبل الإمام للمؤذّن يشير إلى حبّه في سماع الحيعلة الثالثة وعدم
______________________
(١) مسند البزار ٢ : ١٤٦ ، نصب الراية ١ : ٢٦٠ ، مجمع الزوائد ١ : ٣٢٨ ، الدرّ المنثور ٥ : ٢١٩ ، فتح الباري لابن رجب ٣ : ٣٩٦ .
(٢) صحيفة الرضا عليهالسلام : ٦٥ ح ١١٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٨١ : ١٥١ ، وانظر : الإيضاح للقاضي نعمان : ١٠٦ المطبوع في ميراث حديث شيعة دفتر دهم وكذا رأب الصدع ١ : ١٩٦ .
(٣) البحر الزخّار الجامع لمذاهب علماء الأمصار ٢ : ١٩٢ ، وكذلك القول عن طاووس بذلك .
(٤)