رابعاً : إن التناقض الملحوظ في مرويات أبي محذورة ، إذ ترى في بعضها يوجد التثويب ، وفي بعضها الآخر لا يوجد .
وكذا اختلاف النصوص ، ففي بعضها ترى تثنية التكبير في اُول الأذان ، وفي بعضها الآخر تربيعه .
أو أنّك ترى تقديم التهليل على التكبير في آخر الأذان في بعض روايات أبي محذورة (١) ـ خلافاً للمشهور عند المسلمين ـ وأمثال ذلك كلها تقلل من قيمة المروي عن أبي محذورة في التثويب ، بل تشير إلى أنّ التثويب والترجيع غير ثابتان وقد يكونا هما مفتعلين على لسانه ، وذلك لعدم وجودهما في الأذان عند المسلمين قبل فتح مكة ، أو في مرجعه يوم حنين في السنة الثامنة للهجرة ، وهما المكان والزمان الذي تعلّم فيهما أبو محذورة الأذان من رسول الله .
بل نرى في جميع الطرق التي يرويها الحافظ العلوي عن أبي محذورة ، سواء التي رواها ابنه عنه (٢) .
أو عثمان بن الحكم عن أبي جريج عن أبي محذورة (٣) .
أو ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عنه (٤) .
أو أبو بكر بن عياش عن عبد الله بن رفيع (٥) ، أو غيرها .
______________________
(١) فتح الباري لابن رجب الحنبلي ٣ : ٤١٣ .
(٢) انظر : « حي على خير العمل » لنا : ٢١٥ .
(٣) حيّ على خير العمل للحافظ العلوي بتحقيق عزّان : ٥٢ ح ٥ ، وانظر : « حي على خير العمل » لنا : ٢١٧ .
(٤) الاعتصام ١ : ٢٨٩ ، وانظر : « حي على خير العمل » : ٢١٨ .
(٥) الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي : ١٥ ، وانظر المحرّف فيه في ميزان الاعتدال ١ : ٢٨٣ ، ومناقشتنا للخبر في كتابنا انظر « حي على خير العمل » : ١٩٥ .