أحدها : أنّه متأخّر .
والثاني : أنّ فيه زيادة وزيادة الثقة مقبولة .
والثالث : أنّ النبيّ لقّنه إيّاه .
والرابع : عمل أهل الحرمين بالترجيع ، والله أعلم (١) .
قلتُ :
يمكننا أن نردّ جميع تلك الوجوه :
أمّا الأوّل فقد أجاب عنه الإمام أحمد حسبما حكاه الأثرم عنه والذي سيأتي بعد قليل .
وأمّا الثاني فزيادة الثقة مقبولة لكن بعد الفراغ من كون الرواية صحيحة وثابتة الصدور عن النبي ، وقد أثبتنا ضعف تلك الرواية سنداً .
وأمّا الثالث فلم يثبت تلقين رسول الله لأبي محذورة ، وعلى فرض صحّته فإنّه قال له على وجه الخصوص وليس لجميع المسلمين ، وهذا هو من أدلّة الأحناف .
وأمّا الرابع فلا حجّة لعمل أهل الحرمين على جميع المسلمين ، وذلك لتركهم كثيراً من الأحكام الشرعية اجتهاداً من عند أنفسهم ، وابن حزم أكّد في كتابه على هذا كثيراً ، فراجع .
وممّا قاله النووي أيضاً بعد ذلك :
وقد اتفقنا نحن وأصحاب أبي حنيفة على أنّ حديث أبي محذورة هذا لا يعمل بظاهره لأنّ فيه ترجيعاً وتثنية الإقامة وهم لا يقولون بالترجيع ونحن لا نقول بتثنيه
______________________
(١) المجموع ٣ : ٩٣ ـ