الفلاح ، قال [ عمر ] : ويحك أمجنون أنت ، إن كان في دعائك الذي دعوتنا ما نأتيك حتّى تأتينا (١) .
ومعناه : أنّ عمر كان لا يرتضي الزيادة في الأذان ، وفي الوقت نفسه لا يمنع من أن يكون عمر وراء تشريع وإقرار جملة (الصلاة خير من النوم) قبل ذلك إراديّاً أو لا إراديّاً ، فهو لا يرتضي الزيادة على التثويب في الصبح ، وتعميمه على جميع الصلوات أو القول بأشياء أخرى تشابهه .
وباعتقادي أنّ ما روي عن طاووس هو الآخر وُضع لرفع ما اشتهر بين الناس من تبني عمر للتثويب ، والقول بأنّ للصلاة خير من النوم جذور أخرى تعود إلى عهد أبي بكر وما دار بين بلال الحبشي ورسول الله ، في حين نحن قد وضّحنا سابقاً وسنؤكّد لاحقاً بأنّ بلالاً لم يؤذن لأبي بكر ولا لعمر ، حتى يقال بأنّه أخذ ذلك من رجل غير مؤذّن ، وحتّى أنّ ما نسبوه إليه من مشاهدته النبي نائماً وقوله (الصلاة خير من النوم) فهو يرتبط بمؤذن عمر بن الخطاب لا بمؤذن رسول الله بلال الحبشي رضوان الله تعالى عليه .
وكلّ ما نُسب إلى بلال ورسول الله هو أحرى أن يُنسب إلى عمر وإلى بمؤذنه ، لأنّ عين الرسول تنام لكن قلبه لا ينام وذلك لتفانيه صلىاللهعليهوآله في ذات الله ، فكيف يمكن تصوّر نومه وهو هو . وفي المقابل لا يستبعد أن ينام عمر وغيره من الناس ويأتيه المؤذّن ليوقظه للصلاة .
بلى إنّهم يسعون في أن يعتبروا بعض الأحكام الصادرة عن رسول الله أمر
______________________
(١) ...